ألمحت أمسية ثقافية عقدت في الجوف أخيرا إلى أن الأديب الراحل نجيب محفوظ له صلات أسرية كردية. وقال الناقد عبد الله السمطي في أمسية تحدث فيها عن مسيرة الشاعر والأديب الراحل عابد إبراهيم العابد أحد رواد الأدب العربي في المملكة الذي ظل مغمورا حتى وفاته: «إن من بين ما عثر عليه في أرشيف العابد وثيقة تشير إلى الأديب نجيب محفوظ وصلاته الكردية التي تعود إلى أربيل في العراق، وذلك في مراسلاته مع الشاعرة الكردية عايدة عبد الرحمن الأمير، حيث هناك 30 رسالة بينهما تتضمن الإشارة إلى أحداث أدبية وشعرية وتبادل كتب، وتتحدث عايدة في إحدى الرسائل عن شخص اسمه محمد الكردي، وهو كردي وفي الوقت نفسه ابن شقيقة الأديب نجيب محفوظ». واعتبر السمطي في الأمسية التي دعا إليها نادي الجوف الأدبي أخيرا في مكتبة الأمير تركي بن عبد العزيز في دومة الجندل مسقط رأس العابد: أن الراحل لم ينل ما يستحقه من البريق الإعلامي إلا بعد وفاته، وقد ترك إرثا أدبيا وثقافيا يزيد على عشرة مؤلفات مخطوطة. وتحدث في الأمسية التي حضرها رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد، والقاضي محمد العابد ابن شقيقة الشاعر العابد، والأديبان عبد الرحمن الدرعان وزياد السالم، عن الحياة القاسية التي عاشها الأديب الراحل الجوفي في مصر بعد أن جاء إليها بحثا عن العلم والأدب والتجارة، وقد تعرض فيها للسرقة من قبل مجموعة من «النصابين»، الأمر الذي دفعه لأن يتوجه إلى أحد الأطباء ميسوري الحال ممن كان تعرف عليه صدفة ليشرح له معاناته ليؤمن له الطبيب سكنا في غرفة متهالكة رطبة تحت الدرج «البدروم».. وذكر أن الراحل كان يحلم أن تطبع أعماله في حياته ويراها بين أيدي الناس، لكن لأسباب مادية لم يتمكن من ذلك، فعاش على صدى ديوانه الأول: (همس الشوق) الذي أصدره في الرياض سنة 1968م. وفي مداخلة لرئيس نادي الجوف إبراهيم الحميد في ختام الأمسية، أكد أن لدى النادي الأدبي النية لتبني طباعة إبداعات الأديب الراحل متى ما تسنى له ذلك بعد موافقة ذويه.