أكد ل «عكاظ» وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، أن المملكة تسعى لتطوير شراكاتها الدولية في المجال الصناعي لإيجاد فرص عمل للشباب السعودي، وتنويع القاعدة الاقتصادية للبلاد، وتقديم قيمة مضافة للصناعة في المملكة. وأوضح النعيمي إبان تدشينه مشروع «بترو رابغ» في محافظة رابغ أمس، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن المشروع «أحد أحلام قائد الأمة، واستطاع الشريكان سوميتومو كيميكال اليابانية، وأرامكو السعودية أن يحققا تطلعات الملك ببناء أساس صناعي قوي ومتنوع للمملكة». وبين أن المشروع يأتي ضمن استراتيجية المملكة الشاملة في مجال الصناعات البتروكيميائية، مشيرا إلى سعي المملكة في تعزيز الطاقة المحلية من البتروكيميائيات المعتمدة على الغاز بمنشآت جديدة ترتكز على المواد الهيدروكربونية السائلة. من جانبه، كشف ل «عكاظ» رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير التنفيذيين، المهندس خالد الفالح عن شراكة جديدة مع شركة داوكيمكل، لإطلاق مجمع صناعي في مدينة رأس تنورة يقدم صناعات ومنتجات جديدة. ووصف المشروع بالعملاق، إذ سيحوي مدينة صناعية تضم 35 مصنعا، مبينا أن الشراكة موازية لمشروع «بترو رابغ». وأكد اعتماد الشركة مؤشر «آرجوس» لقياس متوسط أسعار خامات نفط خليج المكسيك للنفط المصدر إلى أمريكا بدلا من مؤشر أسعار خام تكساس الصادر عن بورصة نايمكس، في خطوة وصفها بأنها تضمن الشفافية للمصدرين والزبائن، إضافة إلى أن المؤشر الجديد سيعطي قدرة أفضل على توقع الأسعار.وبرر الفالح انصراف أسعار نفط المملكة عن مؤشر نايمكس، إلى أنه «لم يعد هناك توافق بين الأسعار، حيث يعتبر خام نايمكس نفطا قليل الكبريت، ويباع في منطقة بعيدة عن مناطق بيع النفط السعودي»، لافتا إلى أن الآلية الجديدة ستكون أكثر عدالة في تقييم السعر.ويأتي تعديل المؤشر في ظل وجود مؤثرات تحرك سعر خام تكساس، ليست لها علاقة بالسوق العالمية، كونه منعزلا عن العالم بوجوده في وسط القارة الأمريكية، وحتى إنه أصبح نفظا إقليميا وليس عالميا، يستخدم معظمه داخل أمريكا، عدا أنه في تناقص.يذكر أن شركة أرامكو السعودية تتبع آلية تسعير مشتقة من مؤشرات أسعار الخام العالمية كمؤشر خام تكساس لصادرات أمريكا ومؤشر خام برنت لصادراتها في أوروبا ومؤشر متوسط أسعار خام دبي وعمان لصادراتها في آسيا. وشهد الحفل إعلان رئيس مجلس إدارة «بترو رابغ» عبد العزيز الخيال عن تسجيل المشروع رقم قياسي لإنجاز أضخم مجمع متكامل من نوعه يتم بناؤه في وقت واحد وفي فترة لم تتجاوز 30 شهرا، مبينا أن ضخامة الحجم يقابلها ضخامة الإنتاج. وبين الخيال أنه يجري إنتاج 18 مليون طن من المشتقات النفطية ذات الموصفات عالية الجودة من البنزين والديزل والوقود، مشيرا إلى أن الإنتاج سيصل إلى مرحلة توازي تعبئة 200 ألف حاوية في العام. في المقابل، قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة سوميتومو كيميكال اليابانية إن «الالتزام والصدقية والنزاهة التي يتمتع بها السعوديون ساهمت في إنجاح المشروع وإنجازه في 30 شهرا». وشهدت رابغ أمس ولادة مشروع شركة بترو رابغ رسميا بتكلفة 40 مليار ريال وهو أكبر مشروع مشترك من نوعه في العالم، وبطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 18 مليون طن من المنتجات النفطية المكررة، منها غاز البترول المسال، النافثا، البنزين، وقود الطائرات، الديزل، وزيت الوقود، و2.4 مليون طن من البتروكيماويات. ويتميز المشروع بأنه يعتمد على النفط والغاز في آن واحد، ويتألف من منشآت تكرير لإنتاج المشتقات النفطية مثل البنزين «الجازولين» والكيروسين (وقود الطائرات)، إضافة إلى معامل لإنتاج البتروكيماويات مثل البولي بروبلين والبولي إيثيلين وميثايل أحادي الجلايكون والبروبلين أوكسايد. ويستوعب مجمع رابغ لتقنيات البلاستيك «الصناعات التحويلية» من 50 إلى 60 مصنعا تعتمد على منتجات «بترو رابغ»، وتمكنت «بترو رابغ» من توقيع عقود إنشاء مصانع مع أكثر من عشرة مستثمرين سعوديين. ونجحت «بترو رابغ» أخيرا في شحن وتسويق 200 ألف برميل من البنزين الممتاز أوكتان 91، و120 ألف برميل من البنزين الممتاز أوكتان 95 في الأسواق المحلية لتلبية الطلب على هذا المنتج، فيما تتأهب لتصعيد عملياتها التسويقية بما يفي حاجة السوق المتزايدة والتصدير أيضا لدول الجوار. ويتوقع أن تفتح صناعات «بترو رابغ» نحو خمسة آلاف فرصة وظيفية لشباب المملكة، ومعلوم أن «بترو رابغ» بدأت تصدير بعض المشتقات منذ منتصف العام الجاري لبعض المنتجات لدول الخليج وبعض دول الشرق الأوسط مثل مصر والأردن وتركيا، إضافة إلى الأسواق العالمية مثل الصين والهند، فيما يجري التصدير لبعض الدول الأخرى. ومن المؤمل أن يفتح إنتاج المشروع مرحلة كبيرة في قطاعات صناعات التحويل والتصنيع والتجزئة والعديد من القطاعات الأخرى. وأعلن مسؤولو «بترو رابغ» أمس أنهم بصدد إطلاق مشروع «بترو رابغ 2» بهدف إنتاج منتجات إضافية تشمل 17 منتجا جديدا أغلبها يصنع لأول مرة في المملكة.