أكد مختصان أن ارتباط الريال بالدولار أثبت صوابية قرار محافظ مؤسسة النقد، فرغم الأزمة الاقتصادية المالية العالمية، إلا أن الدولار رغم مراحل الضعف التي مر بها بقي هو الأفضل كعملة استيراد وتصدير تتم به كل التعاملات المالية، ومن صالح الريال أن يظل مرتبطا بعملة قوية. وحول اتحاد العملات الخليجية المزمع انطلاقه في 2010 وتقييم الريال مع باقي العملات الخليجية ذكر المختصون أن هذا التقييم يتم عبر الدولار. يرى الاقتصادي الدكتور علي الدقاق أن عدم وجود خطط لتنويع أصول المملكة بعيدا عن الدولار يعني استمرار الوضع كما هو الآن أصول المملكة في الخارج مقيمة بالدولار. وحول إعادة تقييم الريال في ظل الاتجاه لعملة خليجية موحدة قال إن الربط الرسمي لكل دول مجلس التعاون بالدولار ينتهي بوصول العملة الخليجية الموحدة، فنيا ينتهي الارتباط بالدولار كعملة تسوية ولكن كعملة استيراد وتصدير يظل كما هو. وأضاف أن تقييم الريال مع العملات الخليجية الأخرى يتم عبر الدولار، لكن التقييم الأساسي يخضع الاقتصاديات الدول وقوة الاحتياطي وقوة المدخرات وقوة المركز المالي الدولي للدولة. لكن الدولار كعملة مرجعية كان مرتبطا بالذهب وانفك في السبعينات، وظل يعتمد على قوة الاقتصاد الأمريكي، وبدأ واضحا الآن أن الدولار أصبح ضعيفا بعد الأزمة الاقتصادية الأمريكية، بالطبع هذا يؤثر على مدخولنا لأننا دول مستوردة لمعظم احتياجاتنا ومصدرة لسلعة أساسية هي النفط تليها البتروكيماويات، وهذا الارتباط يقلل من مدخولنا كقوة شرائية، دائما ما يظهر على السطح من يطالب بتنويع أصولنا وتقليل الاعتماد على الدولار كعملة مرجعية واعتماد سلة عملات في تقييم النفط، ليس بالسهولة فك الارتباط مع الدولار لأن القرار الذي اتخذ في سلطنة عمان بربط العملات الخليجية مع الدولار لغرض التسوية لحين إصدار العملة الموحدة التي مرت بمطبات كثيرة بعد انسحاب عمان في 2006، وانسحاب الإمارات في مايو الماضي، يمكن أن يقوم الاتحاد على أربع دول، ولكني لا أتوقع أن يقوم هذا الاتحاد عام 2010 وأعتقد والكلام للدكتور الدقاق ليس بسبب بعض المشاكل، إنما قرار المحافظ بعدم اعتماد تسعير ويست تكساس للنفط، ليس بسبب التسعير بالدولار لأن تسعير البترول يتم بالدولار في كل الخامات المعتمدة، لكن ويست تكساس وبرنت هما اللذان تقوم عليهما المضاربات في الأسواق المتقدمة، وبالتالي فإن أسعار العام الماضي كانت بسبب مضاربات عشوائية مفتعلة، ما جعل أمريكا تصدر بعض القرارات لوقف هذه المضاربات، هذه الخطوة تحمي المملكة من التذبذب العالي في الانسحاب من ويست تكساس. من جانبه يرى الخبير المالي عبدالإله عبدالمجيد أن ارتباط الريال بالدولار أفضل من ارتباطه بالعملات الأخرى، وهذا الارتباط ثابت عند 3.75 وهو ما يعطي اطمئنانا، ربما تأتي أزمات على الدولار لكنه يظل أقوى العملات وكل التعاملات المالية تتم بالدولار، ما يجعل القيمة الشرائية ثابتة. وأشار إلى أن قرار محافظ مؤسسة النقد في إبقاء الارتباط بالدولار قرار صائب، لأن فيه ثباتا أكثر للعملة. وأضاف أن اقتصاد المملكة من الاقتصادات الكبيرة سواء في الصادرات أو الوردات، لذلك من الأفضل أن ترتبط بعملة واحدة تعرف كل مقومات ونقاط القوة والضعف فيها، فالاستقرار يعطي ثباتا واستقرارا نفسيا. فرغم الأزمة التي مر بها الدولار لا يزال هو الأفضل ومتمسك بمقوماته فمبدأ استقرار العملة مهم جدا خصوصا بعد الانفتاح على التجارة العالمية، ولابد للريال أن يكون مستندا على عملة قوية تدعمه.