للأسف لازال المنظور الشائع للعلاقة الزوجية في مجتمعنا قاصرا على منطلق الحقوق والواجبات وليس هناك بناء لزخم أن يكون منطلق العلاقة الزوجية هو كونها مودة ورحمة وفضلا وسكنا وشراكة في رحلة العمر، ولهذا لا عجب أن هناك نسبة مؤسفة من الرجال تلجأ للعنف ضد الزوجة، وفوق أن تعرض الزوجة للتعنيف المعنوي والمادي بحد ذاته حدث مزلزل لكيانها وجارح لكبريائها وإنسانيتها ناهيك عن جراح الجسد، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن تعنيف الزوجة له أضرار نفسية وصحية طويلة الأمد عليها وعلى الأبناء، ومنها: *إصابة المرأة بالأمراض العقلية والنفسية والكآبة المزمنة التي تؤدي لفقد الرغبة الزوجية والانتحار. كما تعاني بنسبة أكبر من الأمراض الجسدية والنفس جسدية. ولأن الزوجة هي أيضا الأم فقد رصد العلماء أضرارا خطيرة على الأبناء جراء ضرب أمهم قد تؤدي لتدمير مستقبلهم بل وحتى موتهم. *فوجود المرأة في بيئة تتعرض فيها لتوتر العنف المادي والمعنوي يؤدي لتكرر إجهاضها، ويؤثر سلبا على التكوين الأولي لدماغ الجنين بحيث يولد وهو يعاني انخفاض القدرات العقلية وضعفا في الصحة العامة وقابلية أكبر للمرض في كبره. *يزيد نسبة وفاة الأبناء الصغار بالأمراض «دراسة لجامعة هارفرد 2009» *الأم باعتبارها المسؤولة الأساسية عن تربية الأولاد، فضربها يذهب هيبتها عندهم وقابليتهم لإطاعتها. *تعرض الأمهات للضرب يؤدي لعزوف البنات عن الزواج. *رؤية الأبناء لضرب أمهم يخلق لديهم حقدا تجاه الوالد، وتصبح لديهم عقدة ذنب إذا أحبوه، ويصيب الأبناء بأضرار نفسية كالسلوك العدواني تجاه الذات كجرح الجسد والانتحار، ومشاكل في العلاقات الاجتماعية. *يولد العنف لدى الأبناء البذاءة ويؤدي لتعثرهم دراسيا وتكرار الرسوب والتسرب واعتمادهم للعنف كنمط تعامل عام حتى مع الوالدين عند كبرهم وفي بيت الزوجية، والعنف سبب رئيسي للطلاق وهم النوعية التي تعذب الأبناء حتى الموت. *يصيب الأبناء بالاكتئاب والتمرد على السلطة، الانحرافات السلوكية، وأضرار الكرب النفسي كالتبول في الفراش والصداع والأمراض الجلدية، تكرار المرض، الأرق ومشاكل في نمط الأكل سواء فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل والتأتأة. *تصبح الزوجة المضروبة أكثر عنفا تجاه الأطفال والخادمة وحتى الزوج. *يكون للأبناء ميول لسلوكيات الهروب كتعاطي المخدرات والمسكرات والانحرافات، والانضمام للعصابات والجماعات المتطرفة، وترك للمنزل. *النساء الحوامل اللاتي تعرضن للتعنيف في السنة التي تسبق الحمل أو أثناء الحمل زادت لديهن بنسبة (40 60 في المائة) فرصة التعرض لارتفاع ضغط الدم والنزيف والالتهابات وإدخالهن للمستشفى ومعاناتهن من مشاكل في الوضع ومعاناة المواليد من مشاكل صحية «هارفرد 2009»، وأخيرا.. د.عبدالحميد أبوسليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي ومؤسسة تنمية الطفل أمريكا، ألف كتاب «ضرب المرأة وسيلة لحل الخلافات الزوجية!» ذهب فيه لتفسير آية الضرب بمعنى «ترك البيت» وليس الضرب الجسدي للمرأة، مستدلا بأن أغلب استعمالات مصطلح الضرب في القرآن هو بمعنى العزل والإبعاد واستدل بسنة النبي عليه السلام باعتزال زوجاته لشهر وعدم ضربهن، واعتبر أن ضرب الزوجة يجعلها تكره الزوج ويؤزم المشاكل ولا يحلها، وهذا هو التفسير الذي اعتمدته الترجمة الإنجليزية الأمريكية للقرآن «امض بعيدا». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة