تحفظت السلطات الأمنية أمس على مقاول مسجد المنار المنهار، في الوقت الذي واصلت فيه فرق الدفاع المدني البحث عن مفقودين مفترضين تحت الأنقاض باستخدام أجهزة تنتصت عالية الكفاءة، وتبحث لجنة مشكلة من الدفاع المدني وأمانة محافظة جدة أسباب انهيار المبنى الذي خلف حالة وفاة واحدة وثمانية إصابات. مدير الدفاع المدني المكلف في جدة العقيد عبد الله الجداوي، أبلغ «عكاظ» أن توقيف مقاول المبنى جاء على خلفية معلومات عن تشغيله عمال مخالفين لأنظمة الإقامة ربما تسببوا في سقوط سقف المسجد لقلة خبرتهم ودرايتهم بأصول التشييد والبناء، وأشار إلى أن مهندسين مختصين من أمانة جدة يشاركون في أعمال التحقيق، ويجري حاليا التأكد من حصول المقاول على تراخيص رسمية لإكمال البناء، وألمح الجداوي أن شبهات تحيط بعملية صب الخرسانة في دفعة واحدة وتراخي المشدات المستخدمة في تدعيم السقف وخلو كامل المساحة من الأعمدة الخرسانية، وتتحرى لجنة مختصة عن علاقة كل هذه العوامل بحادث الانهيار. وأكد مدير الدفاع المدني المكلف في جدة، أن عمليات البحث عن ناجين أو مفقودين تحت الأنقاض متواصلة برغم تأكيدات المقاول اليمني أن عدد العاملين في المبنى لحظة وقوع الحادث كانوا ثمانية، ولكن الأجهزة المختصة رأت الاستمرار في عمليات البحث في إجراء تحوطي بهدف التأكد من عدم وجود ضحايا آخرين تحت ركام الأسمنت والتراب، فيما لم يتم العثور على أي شخص حتى ساعة إعداد الخبر. إلى ذلك رفعت فرق الإنقاذ أكثر من 20 في المائة من أنقاض المبنى المنهار، وربطت أجهزة الدفاع المدني إيقاف عمليات البحث بالتأكد من عدم وجود ضحايا جدد، سيما أن السلطات عثرت بعد مضي بعض الوقت من الانهيار على عامل مصاب في إحدى الغرف الجانبية، واتضح أنه من المخالفين وفضل التحامل على جراحه والتواري عن المنقذين خشية المساءلة، وهو الأمر الذي يدفع فرق الإنقاذ إلى البحث عن مصابين فرضيين تحت الأنقاض، وكانت فرق من الأدلة الجنائية في شرطة جدة وثقت الحادث وأوفدت فريق تصوير لتسجيل مشاهد من المسجد الذي انهار أمس الأول.