ربما يجوز تسمية صاحب الرقم 148 ضمن قائمة الشعراء الغنائيين المسجلين لدى وزارة الثقافة والإعلام، والذي يطلق على نفسه صفة «الولهان»، بأنه أخر الصعاليك العرب في القرن الحادي والعشرين، بالأخص بعد إقدامه على الانتحار نتيجة المعاملة القاسية التي يواجهها من المجتمع، بحسب قوله. فهو ممن يعيشون فوق الأنفاق، أو تحت الجسور، أو على هامش الطرقات؛ إثر حادث مروري تعرض له، وتسبب في إصابة بليغة لحقت بعموده الفقري منعته من مواصلة حياته السابقة التي يستذكرها بالقول «كنت في بحبوحة من العيش». يقول الشاعر في حديث ل«عكاظ» بعد الحادث المروري الذي تعرض له في عام 1418ه، دخلت حياته منحى الفقر والعوز والفاقة، ما أدى إلى هلوسة نفسية أجبرته العيش في طرقات عروس البحر الأحمر تائها ومهملا حتى قرر أن ينتحر. الشاعر الذي يتفنن بصناعة وصياغة الكلمات في عبارات ترمز للقلب والإنسان، لم يستطع التعامل بنفس الحرفية مع واقع الحياة ما جعله ينتظر جلسة محاكمته بعد أن أحالت أوراقه هيئة التحقيق والإدعاء العام إلى المحكمة بدعوى قيامه بمحاولة انتحار فاشلة. ويستذكر الشاعر أيام مجده، كما يصفها، تحت مظلة الوظيفة المرموقة في إحدى شركات القطاع الخاص، حيث تولى فيها إدارة مجمع صناعي للشركة العاملة في مجال المقاولات، ويضيف «كان لي تعاون فني مع عدد من شعراء الغناء في المملكة ودول الخليج، وفنانين ساهمت أشعاري في تقديمهم إلى الساحة الفنية، وبالمناسبة لدي ديوان شعري لم أتمكن من طباعته بسبب الحادثة والحالة النفسية الأليمة التي أعيشها». وأضاف «بعض المسؤولين في الجهات الحكومية كانوا وراء إقدامي على الانتحار، من بينها مكتب الضمان الاجتماعي في جدة»؛ بسبب ما أسماه عدم تجاوبهم مع معاناته بالشكل المطلوب رغم صدور قرارات رسمية تدعو لصرف مستحقات له بيد أن ذلك لم يجر حتى الآن. وحمل الشاعر شقيق زوجته، الذي قذف به إلى الشارع، المسؤولية، على حد قوله؛ بحجة أن يشاهد حالته الصحية المتدهورة أحد أصدقائه. ويشير إلى معاناة أخرى تمثلت في رفض جهات حكومية منحه وظيفة تكفيه الحاجة وسؤال الناس، مؤكدا أنه تقدم إلى خمس جهات حكومية (تحتفظ الصحيفة بأسماء الجهات) طالباً أية وظيفة متاحة وممكنة لحالته. ويضيف «مستعد للعمل سائقا أو مراسلا أو حارس مبنى أي شي، المهم أن أستر نفسي وأعاود حياتي من جديد». وبالإضافة لحالة الإعاقة التي تلازمه، يعاني خ، م من أمراض متعددة ومتنوعة تتمثل في السكري وضغط الدم، ولكن المرض الأهم والأبرز في نظره حرمانه من احتضان أبنائه مجددا.