لا شك أن الدعوة إلى الله ونشر الدين الإسلامي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ومسلمة، وعلى الرغم من انتشار الإسلام في كافة بلاد العالم إلا إن هناك مجتمعات قد تجهل تعاليم وأسس هذا الدين الحنيف، لعدم اطلاعهم وفهمهم لقواعد الدين الصحيحة، لذلك تكفل بنشر الدعوة فئة من الفقهاء والعلماء، فانتشروا في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والشبكة العنكبوتية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، أين دور المرأة في نشر الدعوة والوعظ في المجتمع؟ وهل قلة ظهورها يعتبر تحجيما لها؟ أم لازالت حاضرة وأثبتت وجودها في الأوساط النسائية، من خلال عملها في الخفاء ومن وراء ستار؟ وما حقيقة ما ينسب لبعض الداعيات من تصدرهن للفتوى بدون علم ؟ دور فعال في البداية أشارت الطالبة في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى في مكةالمكرمة أبرار الغامدي، إلى الدور الكبير الذي تقوم به الداعيات في الساحة الدعوية، ومشاركتهن الفعالة في الاجتماعات النسائية والمساجد والمناسبات، مؤكدة أنهن نصف المجتمع ودورهن لا يقل عن دور الرجال في الدعوة، لذا نجد أن الداعيات جديرات في مناولة القضايا التي تخص المرأة. الدعوة النسائية فيما أكدت الطالبة في تحفيظ القرآن منال عبد الله، أن الدعوة النسائية ليست جديدة في الوسط النسائي وإنما هي موجودة منذ القدم، حيث كانت السيدة عائشة رضي الله عنها وأمهات المؤمنين يقدمن الخطب والمحاضرات، وينصحن النساء والرجال في أمور الدين، حتى أن الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يلجئون للسيدة عائشة رضي الله عنها، عندما يشكون في أمر ما أو مسألة فقهية، لأنها اكتسبت الخبرة والعلم خلال السنين التي قضتها في كنف رسولنا الكريم. النصح والإفتاء وترى أم محمود الأحمدي معلمة في تحفيظ القرآن الكريم أن الداعيات يقمن بواجبهن خير قيام، إلا أن بعض الأخوات الصالحات يلجأن إلى النصح والإفتاء في أمور الدين بحجة إنهن حافظات لكتاب الله، لكن ليست كل مسلمة حافظة وعالمة بالقرآن مؤهلة للإفتاء والدعوة، فهناك شروط وواجبات وضوابط يجب أن تلتزم بها الداعية ومن ذلك أن تكون ملمة بأصول الفقه والتفسير وحافظة لكتاب الله، وأن تكون قد استوفت من العلم ما يكفي لتستطيع به النصح والإجابة على أي سؤال قد تسأل عنه، إن انخراط الأخوات في الدعوة شيء جميل، لكن ينبغي عليهن ألا يقعن في فخ الإفتاء والتأويل.. لا شك أن سؤال المرأة للمرأة يسهل الفهم والمقصود، لكن قد يسبب في بعض الأحيان تخبطا في الوسط النسائي، لذا فعلي المسلمات أخذ الحيطة والحذر عند السؤال، فمن الأفضل أن يوجه السؤال لصاحبات العلم المتعمقات في المراجع الفقهية. دور ملموس وتقول أسماء الحارثي الطالبة في جامعة أم القرى، قسم الدراسات الإسلامية قراءات : إن العالمات كثيرات، وإن عدم ظهورهن في الإعلام فيه درء للمفاسد والفتن، بعض الناس يظنون أنهن مغيبات وغير موجودات على الساحة، لكن دورهن معروف وملموس في هذا الجانب الحيوي والمهم، ولهن من الأجر مثل أجر الرجال. منظم ومرتب من جانبها قالت المشرفة على كرسي المرأة في جامعة الملك سعود الدكتورة نورة بنت عبد الله بن عدوان: إن مجال الدعوة للمرأة ليس مفتوحا بشكل عملي، كما يعتقد البعض لكنه منظم ومرتب، وله ضوابط قررتها وزارة الشؤون الإسلامية، فلا يحق لها أن تمارس الدعوة في الأماكن العامة وعلى المستوى الرسمي، إلا بعد تجاوزها الشروط المقررة لعمل الداعية، فإذا تجاوزت المرأة الشروط منحت رخصة من الوزارة للقيام بالدعوة، هناك نوع من الدعوة منتشر في كل مكان، خاصة في الأوساط النسائية، كونه ميسر وسهل، هو الدعوة في البيوت، فتجد كثيرا من النساء المجتهدات يمارسن هذا النوع من الدعوة بمبادرات شخصية متمثلات في قول الله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)، فهذا النوع موجود في المجتمع ولا يمكن أن يتوقف كوننا متمسكين بالعقيدة ونعمل بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن نطلق على ممارسات هذا النوع مسمى داعيات. 380 داعية يذكر أن هناك عددا من المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية لداعيات صالحات يقدمن من خلالها الإجابة على استفسارات السائلات، منها «موقع آسية» للداعية أسماء الرويشد، وموقع «لها أون لاين» الذي تشارك فيه الدكتورة رقية بنت محمد المحارب، وموقع «الأخوات المسلمات» وغيرها، فقد بلغت إحصائيات الداعيات في القوائم المعتمدة لوزارة الشؤون الإسلامية نحو 380 داعية، نتمنى من الله أن يتحقق حلم بعض الداعيات بفتح مكاتب نسائية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، لتثبيت دعائم دعوتهن ووضعها في إطارها الصحيح لخدمة الإسلام والمسلمين.