تسعى الإدارة الأمريكية إلى توسيع قاعدة الشراكة مع باكستان، حيث أوفدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إلى إسلام أباد أمس، في زيارة تهدف إلى فتح صفحة جديدة مع الحليف القوي في حربها ضد طالبان وتنظيم القاعدة. ومن المقرر أن تلتقي كلينتون بالرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، في زيارة أبرز تحدياتها إقناع الحليف الباكستاني بأن واشنطن تسعى خلف شراكة تتعدى مواجهة القاعدة والحركات المتشددة الأخرى. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية للوفد الصحافي المرافق لرحلتها إن هدف «طي صفحة الماضي، وفي المقام الأول أجندة الأمن مكافحة الإرهاب، ورغم أن ذلك يظل في سُلم أولوياتنا، لكن من الضرورة كذلك توسيع قاعدة ارتباطنا بباكستان». ونفت وضع قانون «كيري لوغار» للمساعدات الخارجية، شروط تمس سيادة باكستان، التي ستنال 7,5 مليار دولار من القانون، على مدى خمس سنوات. وأوضحت كلينتون أنها ستناقش مع إسلام أباد دعوة أوباما لخفض نشر الأسلحة النووية، وأضافت مؤكدة «نعتقد أن الترسانة بآمان، لكننا قلقون بشأن انتشار الأسلحة النووية». وأشادت بعمليات القوات الباكستانية الواسعة في جنوب وزيرستان، مؤكدة أن وقوف إسلام أباد في مواجهة التشدد يصب في «مصلحة الأمن القومي الأمريكي.. أعتقد أنه من الضروري أن يدرك الأمريكيون وغيرهم الثمن الذي تدفعه باكستان». ورغم تشكك مسؤولين أمريكيين إزاء نجاح الحملة الباكستانية، قالت: يبدو أنها جيدة التخطيط وجهود مطبقة لملاحقة من يهددون باكستان. وأكدت وزيرة الخارجية أن الإدارة تدرس إمكانية الحوار مع عناصر طالبان الراغبة في النأي بعيدا عن القاعدة، سنطلب مساعدة الحكومة الباكستانية في ذلك، تحديدا الجيش والاستخبارات لتوجيهنا. وتأتي الزيارة في وقت حرج للإدارة الأمريكية حيث يقترب الرئيس أوباما من اتخاذ قرار حول استراتيجيته الجديدة في أفغانستان، وكان الرئيس الأمريكي قد وقع في منتصف الجاري تشريعا يضاعف المعونات غير العسكرية لباكستان ثلاث مرات إلى 7,5 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.