يعتبر فنان العرب محمد عبده رمزا حيا للأسرة المتكاملة في تآزرها. وقد برهنت الأحداث التي مر بها هذا الفنان على صدق هذه المقولة، فعندما اختار الله شقيقته الكبرى فاطمة إلى رحمته وتدفق المعزون إلى منزله لتقديم المواساة للفنان الكبير، أوضح هذا التحرك الإنساني مدى عمق التلاحم بين الفنان وزملائه الفنانين من كل لون وكل حدب على تعاطفهم وتضامنهم مع زميلهم في هذه المأساة التي اقتحمت حياته العائلية في شخصية هي بمثابة الأم المربية له ولأشقائه الذين عوضهم الله بها لدى فقد الوالدة. وكان محمد عبده خير راع لهذه الأسرة وابنا بارا بها. وقد شاركت جموع من الناس بقطاعاتهم المختلفة في هذا التعاطف، وأسهمت هذه العواطف الفياضة من مختلف الفئات وخصوصا من المسؤولين، في رفع رصيد المحبة لهذا الفنان الذي لمست أغانيه شتى المشاعر الإنسانية لدى المواكبين لتطوره الفني ولمساته الإنسانية في عطائه، وما قدمه من مدخرات فنية وتحديث للفن السعودي وأضحى لفنه جمهور وعشاق من مختلف الفئات. وهذه نعمة إلهية وفضل عظيم. فهنيئا له هذه المحبة وهذا الإعزاز، ونظرا لظروفي الصحية التي لم تمكني من المشاركة الشخصية الإنسانية، وإن لم يفتني مهاتفته شخصيا. وكان رغم ظروفه يسأل عن صحتي، وهذه لفتة إنسانية منه من ضمن أفضاله الإنسانية. أسأل الله أن يمتعه بالصحة ليكمل مسيرته الإنسانية في خدمة الفن وتطوره في إطار التطورات الرائعة التي تشهدها البلاد في هذا العهد المشرق والمبشر بالخير.