جدد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار التأكيد على أن تركيز الهيئة الأساسي في جهودها وأنشطتها المختلفة ينصب على خدمة السائح المحلي ولا توجد جهود للهيئة في الوقت الحاضر في ما يخص السياحة الوافدة. وشدد على أن لدى المملكة اليوم أكبر سوق سياحية هي السوق المحلية وقال «نحن نريد أولا أن نكسب السائح المحلي، لأننا ندرك أن أهم سائح بالنسبة إلينا هو السائح السعودي الذي يذهب إلى خارج بلاده، ونحن نتطلع إلى أن تتحقق هذا العام نقلات جديدة في عملية تطوير خدمات السياحة المحلية». وأكد في تصريحات صحافية عقب رعايته أول أمس، افتتاح معرض «بيت أبي» الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع المتحف الوطني في الرياض، في قاعة العروض في مقر المتحف الوطني في الرياض، أن الهيئة تضطلع بمهمة وطنية كبرى تتمثل في إبراز تراث المملكة الحضاري الكبير الذي لا يعرفه العالم، لاسيما أن لديها ثروة لا تضاهيها ثروة أخرى في أي بلد في العالم وهي ثروتها التاريخية الأثرية والتراثية. وقال «نحن ننطلق بعد أشهر قليلة إلى إعادة موقع التراث العمراني الوطني إلى موقعه الصحيح في قلب كل مواطن وذهنه، فبلادنا توحدت بأهلها الذين انطلقوا من هذه المواقع فلا يجوز أن نترك هذه المواقع وهي خربة، هذا ليس حقا في تاريخ بلادنا ولا وفاء لهؤلاء المواطنين الذي خرجوا من هذه القرى التي نسميها آيلة للسقوط، والواقع هو أننا بدأنا في تسميتها بمواقع آيلة للنمو». وأوضح أن الهيئة أنجزت مرحلة مهمة من البرامج والمشاريع المتعلقة بالآثار والمتاحف والتراث العمراني وتتجه إلى إنجاز مشاريع أخرى مهمة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى قرب توقيع عقود إنشاء خمسة متاحف رئيسة في مختلف مناطق المملكة، وهناك مشاريع لستة متاحف أخرى هي الآن تحت الدراسة النهائية، كما أن هناك تطويرا شاملا للقصور التاريخية في عهد الدولة السعودية، حيث أنجز ترميم 90 في المائة منها، وذلك لتحويلها إلى مراكز ثقافية ومتاحف حية ومراكز فعاليات تحيي روح الوطنية الحميدة، وتربط الناس المواطنين بتاريخ بلادهم المجيد وتعرف النشء بالأمجاد التاريخية لهذه هذا البلاد العظيمة التي توحدت مع اختلاف ثقافة أهلها وجغرافيتها. وأضاف أن مشاريع تنمية القرى التراثية تسير الآن بشكل قوي، حيث سيحول جزء مما رمم من هذه القرى إلى فنادق ومطاعم ومحلات، بالإضافة إلى تحويل جزء منها إلى متاحف حية حتى نوطن تراث هذه المناطق فيها. وأشار إلى أن الهيئة رخصت لنحو 40 متحفا خاصا بمواصفات عالية، متطلعا في الوقت ذاته أن تنطلق آثارنا الوطنية للعالمية لإبرازها والتعريف بها. وتابع: «لم يعرض ولا 5 في المائة مما هو موجود في المملكة، لذا فإن هناك انطلاقة قوية بإذن الله في منظومة المتاحف الجديدة، والمباني التراثية الجديدة التي تتضمن منظومة للمتاحف الخاصة التي ينشئها المواطنون».