ظلت القضية الفلسطينية لأكثر من ستين عاما تمثل القضية المركزية للعرب والمسلمين وظلت أيضا تحتل في الوجدان العربي والإسلامي حضورها الطاغي والمؤثر خاصة أن هناك مشاعر دينية تحرك هذا الوجدان العام يتمثل ذلك في أن القدس بها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى نبي الأمة، ولأن قضية فلسطين تحتل واجهة الصراع العربي الإسرائيلي. اليوم تتعرض القدس لحالة شاملة من التدنيس من قبل اليهود المتطرفين الذين يمارسون تصرفاتهم وفق مخطط إسرائيلي بعيد المدى يعمل على تهويد هذه المدينة المقدسة التي تحمل رمزية دينية وتاريخية لكل الديانات الثلاث وليس لديانة واحدة دون غيرها خاصة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفسها تدخلت لحماية هذه الجماعة اليهودية المتطرفة التي اتخذت المسجد الأقصى مكانا لممارسة شعائرها وطقوسها الدينية بمناسبة الأعياد اليهودية وهو ما يجعل هذا التدخل العسكري يتحول إلى غطاء عسكري وسياسي على هذه الممارسات المتطرفة والتي تأتي في ظل انقسام داخل البيت الفلسطيني الواحد من خلال الصراع السياسي بين فتح وحماس، ومن خلال اصطدام الأجنحة والقيادات داخل منظومة العمل الفلسطيني إلى درجة التخوين والتشويه والتصفيات الجسدية وهو صراع وصدام على أحقية سياسية ونضالية الكل يبحث عنها مع أن هناك اعترافا دوليا بشرعية منظمة التحرير. إن وجود هذا الانقسام يجعل من القضية الفلسطينية محل جدل وسجال جراء هذا الصراع وهذا الانقسام الذي لايخدم القضية الفلسطينية البتة، من هنا يقتضي الأمر وقفة جادة من المجتمع الدولي أولا حيال ما يحدث من تهويد القدس ومن جهة ثانية وقفة جادة من الفلسطينيين أنفسهم من أجل حماية قضيتهم من الضياع والتشتت، وضياع الحقوق والهوية على السواء. وكفى انقساما وضعفا ذلك أن هذا الانقسام والضعف هو ما يجعل إسرائيل أكثر قوة وتسلطا وتحديا للفلسطينيين والعرب والعالم أيضا. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة