انتظم رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف رضا جيلاني البارحة، ورئيس أركان الجيش الجنرال إشفاق برويز كياني، وكبار المسؤولين في الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية، وقادة أجهزة الأمن العسكرية والمدنية، في اجتماع رفيع المستوى لبحث الوضع الأمني وموجهة العنف التي تعصف بالبلاد. وأوضحت وسائل الإعلام المحلية أن الاجتماع ركز على بحث العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش ضد المسلحين في مناطق القبائل، والإجراءات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة العسكرية للقضاء على أنشطة المسلحين في المدن. وأضافت أنه تقرر في الاجتماع ضرورة تعزيز التنسيق بين أجهزة الأمن والاستخبارات المدنية والعسكرية لتركيز الجهود للقضاء على موجة الإرهاب والتوتر الأمني، فضلا عن رفع كفاءة أجهزة الأمن. كما جرى بحث الأزمة الإنسانية التي يشكلها النازحون من مناطق العملية العسكرية، ووضع خطة شاملة لإيوائهم وتقديم التسهيلات اللازمة لهم. وفي ذات الصدد كشفت مصادر عسكرية باكستانبة ل«عكاظ» أمس أن الجيش يدرس احتمال إعلان حالة الطوارئ في البلاد، على ضوء تدهور الأوضاع الأمنية، في الوقت الذي تستحوذ فيه عملية «طريق» التي يشنها الجيش ضد متمردي حركة طالبان في وزيرستان على جهود الحكومة الباكستانية. وأفادت المصادر أن من بين السيناريوهات التي ستطرح للنقاش في الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن القومي خلال ال 48 ساعة المقبلة، هو أن يتقلد قائد أركان الجيش الجنرال اشفاق كياني منصب الرئيس التنفيذي للإشراف على الملف الأمني مع استمرارية مؤسسة الرئاسة والحكومة في نشاطهما في إدارة البلاد. وأشارت أن هناك قبولا مبدئيا من مؤسسة الرئاسة الباكستانية على الصيغة المطروحة، فيما نفى مصدر في قصر الرئاسة علمه بأية صيغة مطروحة في هذا الشأن للنقاش. وأقرت أن حالة الطوارئ ستستمر حتى الانتهاء من عملية طريق النجاة، والتي أعلن العسكريون أنها ستستمر لمدة ثمانية أسابيع إلا أن مصدر رسمي في الجيش قال ل «عكاظ» إن إعلان الطوارئ مجرد تكهنات ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل. هذا وعلمت «عكاظ» أن رئيس الرابطة الإسلامية نواز شريف، وافق على دعوة الرئيس الباكستاني اصف زرداري والاجتماع معه الاثنين لمناقشة الخطوات التي ترغب المؤسسة الرئاسية اتخاذها حيال السيطرة على الوضع الأمني. وأمنياً، أمهلت الحكومة الباكستانية الأفغان غير الشرعيين 72 ساعة لمغادرة إسلام آباد بعد ورود معلومات باختباء انتحاريين أفغان في المناطق التي يقطونها. إلى ذلك، قتل 18 شخصا على الأقل في ثلاثة اعتداءات انتحارية أمس في باكستان، استهدفت أشخاصا كانوا متوجهين للمشاركة في حفل زفاف في المناطق القبلية شمال غرب باكستان، حين انفجر لغم عند مرور حافلتهم. من جهة أخرى أعلن مسؤول في الشرطة الباكستانية إصابة 30 شخصا على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة أمس أمام مطعم في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان. ووقع الانفجار في حي حياة آباد وذلك بعيد ساعات فقط من هجوم انتحاري استهدف قاعدة جوية عسكرية في مدينة كامرة. على صعيد مواز، تعرض مسؤول أمني باكستاني لعملية اغتيال على يد مسلحين مجهولين البارحة في مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي. وذكرت مصادر الشرطة، إن الضابط محمد تنوير كان في طريقه من مكتبه إلى منزله عندما تعرض له مسلحون مجهولون أطلقوا عليه وابلا من النار مما أسفر عن مقتله في الفور. وكشفت أن الضابط الذي تعرض للاغتيال كان من منسوبي إحدى الجهات الأمنية الحساسة في المدينة.