• مرّ أحد الخلفاء برجل يجلس إلى جانب ناقته وهو يتضرع إلى الله طالبا شفاءها من الجرب، فعلق الخليفة قائلا «لو أنك داويتها بشيء من القطران لكان ذلك أجدى مع الدعاء».. لا أعرف لماذا استحضرت هذه الواقعة وأنا أقرأ لمواقع إلكترونية (حملة دعاء) من جماهير الأهلي بالفوز أمام الهلال، وصل عددهم لأكثر من 165 متضرعا. أتصور أن هذا التوجه «العفوي» من الجماهير يأتي من إحساسهم من اللاشعور بقدرات وإمكانات الفريق العاجزة عن عمل شيء ذي قيمة، سمة أصبحت أكثر استيطانا فيهم، فيذهب الجمهور للغيبيات؛ لعل وعسى أن تصادف ساعة إجابة، لكن الحالة الفرائحية التي أمسى عليها لاعبو الأهلي في حفل عشائهم التحفيزي، الذي نقلته الصحف في يوم اللقاء، شجع هذه الجماهير لحضور دعوة (اللعيبة) التي طالبوهم فيها بالحضور لمشاركتهم الانتصار على الهلال. • لم تغرني تلك الابتسامات، ولا أؤمن بالتمنيات؛ فالماضي كذب شواهد من هذا القبيل، لذا كانت الفاجعة ليست في الخسارة، لكن في انهزامية ما زال يتلبسها لاعبو الأهلي، وانعدام طموح لا يُعرف سره. إن الطموح الذي يفتقده لاعبو الأهلي في الميدان، ويستشري في أجسامهم عجزا، هو جسر لا يُصنع إلا بالعزيمة والإرادة لا بالتمني والدعوات. • غبن وإحباط شديدان لفا جماهير طالها داء السكري والضغط، هم في كل موسم يقرأون تصريحات ووعودا ما إن يبدأوا تصديقها حتى يبدأ انسلاخ الحياة فيهم. إن تضليل هذه الجماهير واصطناع أعذار واهية هو أسوأ ما يمارس على حسن نواياهم، وشعورهم بحرج شديد إزاء كتابات (المتزلقين؛ «قافا وفاء») اللا أهلاويين حقيقيين؛ تمارس تغيير الحقيقة وتقف في صف التخاذل والاتكالية. • لقد عرّى لقاء الهلال تغييراتهم الواهية وبناءهم الهش؛ فالمدرب مثل أسلافه «لا فكر حتى اللحظة، ولا قراءة للمباريات، إذ جل وقته يصرخ، ولا تغيير ناجعا»، أما اللاعبون فهم أشباه؛ لا يليقون بالأهلي ولا تاريخه فما زالت أقدامهم تثقل كواهل عقولهم. • إن دعوتهم للجماهير؛ احتفالا بانتصارهم على الزعيم، لا يملكون تحقيقه أو نثره فرحا لمحبيهم؛ لأنها دعوة «عيال» لا تمارس إلا التخاذل ولا تكرس إلا الأحزان في نفوس جماهيرهم. ? ? ? • يقول طارق كيال «على الأهلاويين أن يسقطوا تحقيق مسابقة الدوري والتركيز على البطولات الأخرى ويتم إعداد الفريق بشكل جيد وإظهار اللاعبين المميزين» ويسأله الجمهور ؛ أليست هذه مرتكزات الموسم التي أعلن عنها، لماذا سقطت هذه (المرتكزات) مبكرا؟ أين التخطيط والفكر فيها!؟. • قلت سابقا، وأعيدها مرارا، إن البطولات والإنجازات لا تزال بعيدة عن الأهلي، وإن الأدوات لم تتوافر؛ لأن البيئة ما زالت طاردة لكل منطلق نجاح، وإن عناصر هذا النجاح لم تتكون بعد في البيئة الأهلاوية.. حتى إعلاميا، ففي صبيحة تحطم هذا الحلم أمام الهلال كتب (شابهم وشيبتهم) عن الأهلي وأمجاده في التسعينيات.. ما زالوا يعيشون وهما ويتغنون على الأطلال. ? ? ? • تتوحد العيون هذا المساء لتفرش لنجوم العميد ترقبا يوازي تطلع الوطن، لإنجاز غاب كقحط عاشته الرياضة السعودية في مواسمها الأخيرة، هذا التوحد يأتي انطلاقا من أهمية البطولة وكذا معرفتنا بقدرات فريق الاتحاد المتميزة دائما حينما يكون الاستحقاق إقليميا أو مرتبطا باسم الوطن، ومعرفتنا لنجومه المعروف عنهم جلد الذات، المتميزين عن غيرهم بهذه الصفة، يعرفون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم هذا المساء. إن انتصارا كبيرا كاللقاء السالف؛ يجعل الوطن ونجوم الاتحاد في لقاء الإياب أكثر أمانا بإذن الله. ? ? ? • ولأن «البلطان» فعلا، حديث عهد بالرياضة و«مجازرها» كما سماها، فسأروي له أنه «بهجيع ليل» غير حكم نهائي وسلب معه الأهلي بطولة.. «كل مجزرة وأنت سالم». • وأخيرا.. ويحترقون في سرهم شوقا وغضبا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة