يعود كثير من المشاكل التي يواجهها بعض السعوديين رجالا ونساء في الخارج إلى أحد سببين، يتمثل الأول منهما في تباين الثقافات واختلافها بين الأمم والشعوب بينما يتمثل الثاني في عدم تبلور الوعي بمفهوم الحقوق والواجبات والإجراءات المتبعة في التحقيق ورفع القضايا ومواجهة المساءلات وهو الأمر الذي يضاعف من خطورة التورط في قضايا تعود أساسا إلى السبب الأول المتمثل في اختلاف الثقافات. وإذا ما نظرنا إلى عدد من القضايا التي رفعت على سعوديين في الخارج فسوف نجد أن كثيرا منها لا يتجاوز أن يكون تصرفا معتادا مما درج عليه الناس لدينا ومما يعتبر تصرفا تلقائيا لدى كثير من الأشخاص أو مما ورثناه من تصرفات ترى فيها شعوب أخرى تصرفات مخالفة لقوانينها وأنظمتها ومن ذلك الخلافات العائلية التي نعتبر أنها شأن داخلي ما دامت الأطراف لم تحتج إلى اللجوء إلى الجهات الأمنية أو عرضها على القضاء بينما تعتبرها أنظمة في الخارج شأنا عاما لا يسقط بتنازل أحد الطرفين أو برضاه عما بدر من الطرف الآخر ومن ذلك العلاقة بالأبناء كتقبيلهم أو تعنيفهم وهما الأمران اللذان يحاسب عليهما القانون في دول أخرى من حيث اعتبار تقبيل الأطفال وخاصة على الفم نوعا من التحرش بهم وتعنيفهم ضربا من التعدي عليهم وللسبب نفسه فإن ما تقوم به بعض الأسر من تعنيف للخدم من شأنه أن يعد تعديا وعنفا يعاقب عليه القانون كذلك. أما جهل بعض السعوديين بقوانين وأنظمة البلدان التي يزورونها أو يقيمون فيها فمن شأنه أن يؤدي إلى تضخيم القضايا التي ترفع ضدهم والحوادث التي يتورطون فيها؛ لذلك جاء تحذير وزارة الداخلية الذي ينبه على وجوب مراعاة جملة من الآداب والتصرفات التي لا تتناسب مع ثقافات وقوانين الدول الأخرى وكذلك أهمية اللجوء إلى الصمت وعدم الإجابة على أي سؤال دون وجود محام يدرك قوانين البلد ويتمكن من تكييف القضية على نحو يكشف عن أن مرد المشكلة اختلاف الثقافة بين بلد وآخر أو أنها مخالفة للجهل بالنظام كما أن من واجب من يتورط في مثل هذه القضايا أن يشعر سفارة المملكة لكي تتخذ الإجراء الذي يكفل حقه ويحول دون توريطه في قضايا لم يكن يتوقع أن يتورط فيها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة