بإعلان وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إطلاق صاروخين على سطح القمر ضمن خطوات بحثها الساعي لإيجاد مصادر للمياه، تكون علاقة البشر بالقمر دخلت مرحلة استعمارية للأول للثروات المعتقد وجودها لدى الكوكب، بعد أن تجسدت البداية في سير أول قدمين لإنسان على سطح القمر بتوجس وخوف وفرح قبل 40 عاما. وبعد أن اقتصرت مشاهد وصور القصف الصاروخي لمواقع فضائية تقع خارج كوكب الأرض في الأفلام الهوليودية، شاهد الإنسان للمرة الأولى أول عملية استهداف حقيقية للكوكب الذي ظل منذ خلق الحياة مصدرا نابضا للشعر والشعراء. ووسط عدم اهتمام عربي، أعلنت الولاياتالمتحدة بدء إجراء التجارب على سطح القمر للاستفادة من ثروات الكوكب الذي يعتقد أنه سيمنع حربا متوقعة على المياه بين سكان الأرض مستقبلا، إضافة إلى اكتشاف العلماء احتواء بعض الحجارة في الكوكب على مواد ستوفر مصادر للطاقة البديلة يغني الدول عن المشتقات النفطية والكيميائية. والمنافسة المتوقعة أو الحرب الاستعمارية الجديدة تحتدم بين الولاياتالمتحدة التي أعلنت نفسها أول المكتشفين في المضمار أمس، والصينيين الذين أعلنوا أن موعد غزوتهم ستكون في عام 2015، فيما الروس الذين سبقوا أمريكا في حرب النجوم بإطلاقهم أول قمر صناعي في تاريخ البشرية، يستعدون لدخول المرحلة بعد عقدين من الآن. وجرت العملية باصطدام المسبار لكروس في سطح فوهة كابيوس الواقعة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، بسرعة تسعة آلاف كيلو متر في الساعة، ولحقت مركبة فضائية صممت خصيصا لتصوير الانفجار وتحليل البيانات وإرسالها للأرض بالمسبار في فترة زمنية بلغت أربع دقائق. وبلغ وزن المركبة الفضائية 891 كيلو غراما، ولم تتجاوز تكلفتها المالية 79 مليون دولار، واستطاعت نقل صور مباشرة للمركبة وهي تخترق غبار البقايا المتناثرة، وتجمع البيانات الأساسية وترسلها إلى الأرض قبل أن تصطدم بدورها في سطح القمر وتنفجر.