كتب الدكتور محمد بن علي الهرفي في «عكاظ» يوم السبت 14/10/1430ه تعليقا على ما كتبه الدكتور عبد الله الفوزان في «الوطن» في التاسع من شوال 1430ه تحت عنوان: «شكرا للشيخ على شهادته القيمة» والذي احتفى فيه وفرح بمحاضرة ألقاها الشيخ عايض القرني في «أبو ظبي» كان عنوانها: «ثقافة التسامح في الإسلام»، حيث انتقد فيها الشيخ القرني الخطاب الديني المتشدد، كما انتقد التشدد الموجود عند خطباء الجمعة، كونه هو أي الفوزان من كان أيضا يفعل ذلك ولكن كان يلقى هجوما حتى جاءت هذه الشهادة من أهلها. وهنا حاول الدكتور الهرفي أن يشكك في ما قاله الدكتور الشيخ القرني ويقلل من فرحة الدكتور الفوزان حيث ختم مقاله بالقول: «أعرف أن الشيخ يقصد القرني قد يقول شيئا ويتراجع عنه وشواهده كثيرة ولعل آخرها «بائعة الفصفص» التي اتهم فيها بعض كبار المثقفين بأنهم لا يفهمون شيئا في الشعر ثم علل كلامه بأنه كان يهزل!!، ولست أدري هل يصح الهزل بهذه الصورة؟!. وأقول: لعل الشيخ كان يهزل أيضا عندما وصف كل المشايخ ومن في حكمهم بأنهم إقصائيون، فإن كان الأمر كذلك فليته يعجل بقوله لكي يغيظ الأخ الفوزان، وإن لم يكن فليته يوضح الأمر مفصلا لكي يقتنع الآخرون بما ذهب إليه». وهنا أود أن أضيف شهادة أخرى لا تقل مكانة وقيمة عن شهادة الشيخ القرني، وشاهدنا هنا الشيخ أحمد ابن الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز رحمه فقد نشر مقالا في جريد الشرق الأوسط قبل سنوات ولا يحضرني هنا تاريخ وعدد الصحيفة قال فيه: «إن سياسة إقصاء الآخر وعدم الاعتراف به ونزع الصبغة الشرعية عنه وامتلاك الحق الأوحد في تفسير النص هي أهم صفات التطرف الفكري والذي يمارس وللأسف من بعض العلماء وطلاب العلم، فالحوادث الإرهابية التي نعاني منها هي شكل من أشكال إقصاء الآخر وعدم الاعتراف به، ولكن يتم التعبير عنه بواسطة الأفعال والسلوك. إننا بصراحة لسنا نعاني من أفعال متطرفة وحسب، بل نعاني من بيئة متطرفة نعيشها جميعا، استطاع ذلك المنهج الإقصائي أن يساهم في إنشائها ويغرس جذوره فيها ويغذيها عبر جميع وسائله التي يمتلك حقا حصريا باستخدامها منذ عقود من الزمن من برامج تعليمية وإعلامية و منهجية كانت أو غير منهجية، وإن كان من حرب سوف تعلن وترفع رايتها فليكن على ذلك الفكر وتلك المنهجية». أما طلب الدكتور الهرفي من الشيخ عايض أن يتحدث بإسهاب في أحد مقالاته في «الشرق الأوسط» فيشرح لجمهوره بالتفصيل مواصفات الخطاب الديني المتشدد لكي يبتعد الناس عنه، لأن الكلام في العموميات لا قيمة له، ولا يقدم جديدا للمستمع أو القارئ!، فإن الأمر من الوضوح بما لا يحتاج إلى أي مزيد إيضاح. وصدق شاعرنا الكبير عندما قال: وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل وفق الله الجميع. م / فريد عبد الحفيظ مياجان جدة