لست أدري إن كنت قد خسرت الرهان تماما أم أنني لم أقصر بعد وأن الجهة التي دافعت عنها ستثبت أنني كنت على حق في رهاني عليها! فعندما بدأت وزارة المياه تعلن عن قرب انتهاء مشروع محطة الشعبية رقم ثلاثة وأن إنتاجها الضخم سوف يبدأ في غرة المحرم من عام 1430ه وأن شح المياه سوف يصبح جزءا من الماضي، ولثقتي في تلك التصريحات وأصحابها فقد كتبت أكثر من مقال مبشرا بوفرة في المياه في منطقة مكةالمكرمة تمتد لعشر سنوات مقبلة أو أكثر، وكان آخر مقال كتبته حول هذا الموضوع مقال بعنوان «أبشروا بالماء الوفير»، وقد تلقيت في حينه اتصالات من قراء وزملاء بعضهم يشكرني على البشارة وبعضهم الآخر يطلب المزيد من المعلومات، إلا أن الزميل الكاتب الصحفي العتيق الأستاذ محمد الفايدي اتصل يسألني ساخرا: هل صدقتهم؟ فأخذت أؤكد له متحمسا أن معلومات لا تخر منها المياه، وأن الخير قادم وأنه لا شح في المياه بعد اليوم، فلم يملك الفايد إلا أن يسلم بما قلته وكأنه يقول: «شمس تطلع خبر يبان»، ولكن الذي حصل أن عام 1430ه قد قارب على الأفول ولم تزل الشكوى من نقص في المياه قائمة ولم تصل المياه إلى المنازل التي مددت الشبكة لها منذ سنوات وأصبحت هناك عدة جهات مسؤولة عن المياه إنتاجا وتوزيعا، فهناك وزارة المياه، والمؤسسة العامة لتحلية المياه والشركة الوطنية للمياه، وهناك من يتحدث عن إعادة كميات من المياه المحلاة إلى البحر لامتلاء الخزانات في المحطة، مرجعين الأسباب إلى عدم وجود شبكة كافية توصل المياه إلى المنازل أو إلى الأشياب، وإلى أمور مالية منها أن المحطة طرحت للاستثمار وأن الشركة الوطنية تبيع المتر المكعب من المياه المحلاة بخمسة ريالات والمنتج يوميا نحو ثمانمائة ألف متر مكعب وذلك يعني أنه سيدفع يوميا ما يزيد على أربعة ملايين ريال مقابل تلك الكمية، وقد يتأخر الصرف فلا تتدفق المياه عبر الشبكة بل تعاد إلى البحر، وقد تواريت عن الزميل الفايدي ردحا من الزمن، حتى لا يقيم الحجة علي لأنني في نظره قد خسرت الرهان.. فهل خسرت الرهان حقا؟ آمل أن أجد الجواب!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة