يؤكد علماء الشريعة على أن كتاب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد أنه يمثل العمل الصالح الذي استهدف خدمة الإسلام والمسلمين وإذا كنت بالأمس قد أوضحت مسببات إصدار هذا الكتاب الموسوعة.. فإني أترك لفضيلة الشيخ صالح تبيان بعض الأمور التي يحسن أخذها بعين الاعتبار عند النظر في مواطن التخفيف واليسر ورفع الحرج.. وقد أوضحها في ثلاثة مداخل هي: الأول: إن رفع الحرج والسماحة والسهولة راجع إلى الاعتدال والوسط فلا إفراط ولا تفريط، فالتنطع والتشديد حرج في جانب عسر التكليف، والإفراط والتقصير حرج فيما يؤدي إليه من تعطيل المصالح وعدم تحقيق مقاصد الشرع. قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) البقرة: آية 143، فالتوسط هو منبع الكمالات، والتخفيف والسماحة ورفع الحرج على الحقيقة هو في سلوك طريق الوسط والعدل. الثاني: إن رفع الحرج واليسر في الإسلام، وإن كان شاملا لجميع أحكام الشريعة وفي كافة مجالاتها، إلا أنه ليس غاية في ذاته وإنما هو وسيلة واقعة في طريق الامتثال لأوامر الله تعين على تحقيق الغاية، فالإسلام هو الاستسلام لأوامر الله والانصياع لشرعه، فالمطلوب هو الطاعة وتحقيق العبودية لله وحده، وتحقيق مراد الشرع كذلك من جلب المصالح ودرء المفاسد، فإن المقصد العام من التشريع هو حفظ نظام العالم واستدامة صلاحه بصلاح المستخلفين في عقيدتهم وعبادتهم وشؤون حياتهم كافة وما بين أيديهم من موجودات العالم الذي يعيشون فيه، وفي القرآن الكريم عن بعض رسل الله: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله) هود: آية 88، ويقول تعالى مبينا حال بعض المفسدين: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) البقرة: آية 205. فالمطلوب هو الطاعة وتحقيق العبودية لله وحده وبذل منتهى الاستطاعة في الإصلاح واستعمار الأرض وبنائها. فالذي يتلمس التخفيفات ويتتبع مواطن الرخص ورفع الحرج بعيدا عن الغاية الحقيقية من تمام العبودية وخالص الخضوع والطاعة لله وحده والسعي في جلب المصالح ودرء المفاسد وإنما غايته أن يأخذ بالسهل من الأمور مما قد يؤدي إلى الانسلاخ من الأحكام والابتعاد عن الشرع والتهاون في مسائل الحلال والحرام في المطاعم والمشارب والمعاملات المالية وغيرها مدعيا ألا حرج في الدين، فقد أخطأ وضل السبيل، فلا يجوز أن تنقلب الوسائل غايات أو أن تتغلب الوسائل على الغايات. فكل ما يتقرر في هذا البحث من تخفيف ويسر يجب ألا يطغى أو يشوش على المقصد الحقيقي من مقاصد الشرع وهو الإصلاح في كافة مجالاته وفي حدود ما رسم الشرع. الثالث: إن الجزاء في الإسلام دنيوي وأخروي، والجزاء الأخروي يتناول كافة أعمال ابن آدم الظاهرة والباطنة، ومنها ما لا يمكن الوصول إليه من قبل الحكام والقضاة كالجحود والكتمان والغش والخداع مما قد لا يتوصل إليه بالإجراءات القضائية. يضاف إلى ذلك أن أحكام الإسلام هي من عند الله وليست من وضع البشر. تحية تقدير وإكبار لفضيلة العلامة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد على ما خدم به الإسلام والمسلمين والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة يونس: (يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين). وحديث: روى الإمام البخاري بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدين يسر ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا».. شعر نابض: من شعر أحمد شوقي: الدين يسر والخلافة بيعة والأمر شورى والحقوق قضاء فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة