أبدى رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين رفضه للاقتحام الذي تعرض له مكتب "عكاظ" في المدينةالمنورة من قبل عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية حسن الشريف، ومحاولته وقريب له الاعتداء على المحرر الاقتصادي للصحيفة في المكتب عبد الرحيم بن حسن إزاء نشر الأخير سلسلة تقارير عن مخالفات مالية في الغرفة. وأكد السديري جدية هيئة الصحفيين في متابعة الموضوع، ودعم موقف «عكاظ» لدى الجهات المسؤولة، وطلب تزويد الهيئة بصورة من محضر الحادثة الموجه إلى الجهات الأمنية، مع تحرير شكوى مماثلة توجه إلى الهيئة. من جهته، استنكر أمين عام غرفة التجارة والصناعة في المدينةالمنورة أمير سليهم تصرف عضو مجلس إدارة الغرفة حسن الشريف والمتمثل في اقتحام مكتب «عكاظ» بطريقة غير نظامية، مؤكدا تبرؤ الغرفة من هذه الفعلة التي "لا تمثل سوى شخص عضو مجلس الإدارة، ولا علاقة للغرفة به". وشدد الأمين العام للغرفة "يجب أن يعلم الجميع أن مغبة ما حدث لا يمكن احتسابها على غرفة المدينة، مركزا على أن هناك "فرقا بين مجلس الإدارة والأمانة العامة للغرفة، وكل عضو في مجلس الإدارة بشكله الحالي فإن كل عضو يمثل نفسه ولا يمثل مجلس الإدارة"، مستندا في ذلك إلى أن "من يملك حق صلاحية التمثيل أمام الغير هو رئيس المجلس، وحاليا لا يوجد للمجلس رئيس". قانونيا، اعتبر المستشار القانوني عضو معهد المحكمين الدوليين في لندن خالد أبو راشد الفعلة من باب "الجرم"، "فنحن في بلد تحكمه الأنظمة المستمدة من الشريعة الإسلامية، ولسنا في غابة يأخذ فيها الشخص حقه بيده، ومن لديه اعتراض فإن الدولة وفرت جميع القنوات التي يمكن لمن يرى نفسه متضررا أن يسلكها"، مركزا على أن "كل من شارك في هذه الجريمة سينال عقابه". وأوضح القانوني أبو راشد الذي يعمل أيضا محكما معتمدا في معهد التحكيم في محلس التعاون الخليجي أن "التحرك النظامي في هذه القضية يبدأ من توجيه الاتهام لعضو مجلس إدارة غرفة المدينة وقريبه بالتهجم على المكتب والمحرر أثناء تأدية مهماته الوظيفية بالسباب والشتائم والقذف ومحاولة الاعتداء عليه بالضرب"، مرجحا في هذه الحالة "تعاظم العقوبة أكثر من لو أن ما حدث كان خارج مقر العمل، وفي كلتا الحالتين هناك عقوبات واضحة". وفي حال ثبوت التهمة على عضو مجلس إدارة الغرفة، يبين القانوني خالد أبو راشد أن العقوبات "ستكون تعزيرية وستطاله من ناحيتين، إحداهما الحق العام، والأخرى الحق الخاص، لا سيما وأنها تدخل ضمن الاعتداء على النفس". وإزاء ألفاظ الشتم والسباب التي كالها عضو مجلس إدارة الغرفة لمحرر «عكاظ»، يوضح أبو راشد أنه "في حالة إذا تضمنت الألفاظ المسيئة قذفا، فإن العقوبة ستشمل إقامة الحد من خلال تقرير عقوبة شرعية بالجلد حتى ثمانين جلدة، ويمكن لمصدر الحكم أن يضيف عليها عقوبة تعزيرية أخرى مقابل محاولة الإعتداء على نفس، وهنا يطبق مبدأ العقوبة الأساسية". ويذهب في الاتجاه نفسه نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحامين الدكتور ماجد قاروب ارتكازا إلى «أن أي مكان له حرمته، وحتى أرض الخلاء لها حرمتها، وبالتالي فإن أي شخص يقتحم مكانا له حرمته يصبح عرضة للعقاب أمام النظام». وفي حين تقرر استدعاء المدعى عليه عضو مجلس إدارة غرفة المدينة حسن الشريف للتحقيق، يؤكد الناطق الإعلامي لشرطة المدينةالمنورة بالإنابة المقدم فهد الغنام، أنه في حالة عدم تجاوب المدعى عليه للحضور إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، ستحال القضية إلى شعبة البحث الجنائي لإحضاره بالقوة الجبرية. («عكاظ» 27/10/1430ه).