يرى مراقبون أمريكيون أن منح الرئيس أوباما جائزة نوبل كان مفاجأة له كونه لا يستحقها، فسجل الرجل لا يزال ضعيفا حتى اليوم. ويضيفون أنه إلى الآن لا يزال قانون أوباما حول التغير المناخي عالقا في الكونجرس، ما سيضطره للذهاب فارغ اليدين إلى العاصمة الدانماركية كوبنهاجن للمشاركة في مؤتمر الأممالمتحدة الخاص بالتغير المناخي المرتقب عقده في ديسمبر. ولم يمارس أوباما أي ضغوط على إسرائيل، فمستوى عمله وإنجازاته متدن جدا إلى حد تكاد تبدو خطاباته مجرد كلام فارغ. ولذلك، ربما آن الأوان لاعتماد بعض الجدية حيال هذا الموضوع على مستوى أعلى من مفاوضات بسيطة مع الكرملين، مع العلم أن كبار الساسة القدماء في الدولتين النوويتين قد دعوا للقضاء على الأسلحة النووية، وتضم هذه اللائحة وزيري الخارجية الأمريكية الأسبقين هنري كسينجر وجورج شولتز، ووزير المالية السابق بيل بيري، والرئيس السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي سام نان. يتعين على أوباما القول إذن أنه يقبل الجائزة بالنيابة عن كل أولئك الأشخاص الداعين للقضاء على السلاح النووي وبالنيابة عن رئيس أمريكي عظيم يستحقها فعلا، ويتعين عليه أن يقدم أموال الجائزة لبناء نصب في الجامعة الأمريكية في واشنطن، في المكان عينه إذ ألقى الرئيس الأمريكي الراحل جون اف. كنيدي خطابه الشهير في 10 يونيو 1963. وعلى عكس الكثير من خطابات أوباما، كنيدي قال شيئا له معنى، فقد أعلن عن إطلاق المفاوضات حول معاهدة للحد من التجارب النووية مع الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف ورئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان. وقال كنيدي: لا نسعى إلى سلام أمريكي تطبقه الأسلحة الأمريكية على العالم، لا نسعى إلى سلام القبور وأمن العبيد، أنا أتكلم عن السلام الحقيقي، السلام الذي يجعل الحياة على الأرض تستحق أن تعاش، والذي يمكن الناس والأمم أن ينموا ويتأملوا ويبنوا حياة أفضل لأولادهم، وليس سلاما للأمريكيين فحسب بل سلام لجميع الرجال والنساء، وليس السلام في زماننا فقط بل السلام في كل الأزمان. لقد أوضح كنيدي جيدا أنه لم يكن يفكر في عالم مثالي يعم فيه السلام والنوايا الحسنة، وحيث يتجمع الكل ويغنون حول حلقة نار في مخيم مثل الرئيس الأمريكي الراحل وودرو ويلسون، وهو التفكير الذي يبدو أن أوباما يؤمن به، فقد تكلم كنيدي عن خطوات بطيئة، ولكن ثابتة، يتفق عليها قادة جديون يسعون إلى تحقيق سلام ممكن. قال كنيدي «دعونا نركز على سلام أكثر عملية وأكثر إمكانية لا يقوم على ثورة مفاجئة في الطبيعة البشرية بل على تطور تدريجي في المؤسسات الإنسانية».