قد نخدع أنفسنا وزملاءنا وأبناءنا ونأكل حقا من حقوق الدولة لا نستحقه متناسين أن الله يعلم السر وأخفى, وهذه جريمة ليس في حق أنفسنا بل في حق البلاد والعباد. ما ذنب الطالب عندما يتغيب المعلم ليوم أو أيام دون عذر شرعي لأنه مسافر لأي غرض كان وقد استنفد إجازاته الاضطرارية, فيلجأ إلى إحضار التقارير الطبية المشتراة بأسعار زهيدة. ألم يسأل أولئك المعلمون أنفسهم إن كان راتبهم في حالات كهذه حلالا أم حراما، ألا يخشى على رزقه ورزق أبنائه ومأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم قد خالطه المال الحرام. بحكم عملي تمر علي حالات عديدة مثل تلك .. تقوم المعلمة بإحضار تقرير طبي لتعفي نفسها من الغياب بدون عذر وطبعا لا يكتب في تقريرها السنوي أنها تتغيب بدون عذر, ولا يخصم من راتبها، وتظن أنها قد تمكنت من تجاوز المأزق ولكن قد تكون بسبب ذلك الفعل مبتلاة في أبنائها ومنزلها وزوجها. فيا مربيات ومربيي الأجيال اتقوا الله في أنفسكم قبل الغير وراقبوه في كل لقمة تأكلونها من وراء عملكم وجهدكم, واجتنبوا السحت وأكل مال الحرام فإنه مرض يجر معه عللا ومصائب لا يعلمها إلا الله تعالى. لينة عباس جدة