أعلن مسؤول فلسطيني أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمر مندوب فلسطين في مقر الأممالمتحدة في جنيف بان يطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية لمعاودة مناقشة تقرير جولدستون حول الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته: إن «الرئيس عباس أمر سفير فلسطين في الأممالمتحدة في جنيف وممثل فلسطين في مجلس حقوق الإنسان باعتبارها عضوا مراقبا ابراهيم خريشه بطلب عقد اجتماع عاجل واستثنائي لمجلس حقوق الإنسان في أقرب وقت ممكن». وأضاف أن خريشه بدأ من البارحة اتصالاته مع المجموعة العربية والمجموعة الإسلامية والدول الأعضاء من أجل أن توقع ست عشرة دولة على الأقل طلب عقد الاجتماع من أصل الدول ال 47 الأعضاء في المجلس، وذلك بحسب قانون مجلس حقوق الانسان. وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان السلطة الفلسطينية تقدمت بهذا الطلب. وأعرب عريقات عن أمله ان تنجح جهود السلطة في عقد الاجتماع العاجل وان تجري مناقشة للتقرير تقود لاتخاذ توصيات وقرارات ضد الجرائم الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، خصوصا خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة مطلع العام الجاري. وكان عباس طلب إرجاء مناقشة تقرير جولدستون في الأممالمتحدة الذي اتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها على قطاع غزة في اواخر 2008 واوائل 2009، ما أثار استياء كبيرا في الشارع الفلسطيني، خصوصا من جانب حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. واعترف أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الاربعاء بان القيادة الفلسطينية اخطأت في قرارها سحب تقرير جولدستون حول الهجوم الاسرائيلي على غزة من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان في جنيف. ومن جهة اخرى أعلن وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي أمس في نيويورك انه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التدخل لتجنب تصاعد التوتر في القدس. وقال المالكي للصحافيين «أبلغته باجراءات تصعيد اسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس وبالأعمال التي ارتكبت في الأيام الأخيرة من جانب إسرائيل ضد المسجد الأقصى». وأضاف: «طلبت تدخله الفوري لتفادي انجرار إسرائيل الى تصعيد جديد» للتوتر في القدس. ودعت حركة فتح أمس الى تظاهرات واضراب عام اليوم في الاراضي الفلسطينية دفاعا عن القدس، وذلك في وقت شهدت فيه المدينة المقدسة مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية. وكان المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل استأنف مهمته الصعبة إذ يجري مباحثات وصفتها مصادر دبلوماسية بالقاسية، جراء تعنت الجانب الإسرائيلي في مسألة وقف الاستيطان، وفي ظل أجواء مشحونة في الجانب الفلسطيني بعد تأجيل مناقشة تقرير جولدستون، والموقف الحرج الذي وضع فيه الرئيس محمود عباس في الساحة الفلسطينية، وشرع ميتشل في عقد عدة لقاءات في تل أبيب، بدأها مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان ووزير الدفاع إيهود باراك. بينما يلتقي اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن ثم يتوجه إلى رام الله لعقد اجتماع مع الرئيس محمود عباس الذي عاد من جولة عربية وأوروبية. ومن المقرر أن يقدم ميتشل ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تقريرا للرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى أواسط الشهر الجاري حول مدى التقدم الحاصل في الاتصالات الرامية إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.