بشكل عام، جرت العادة أن أجندة المرشح تعكس أمورا عدة في مقدمها؛ الرؤية الشخصية والعملية والجدية في الطرح والتعاطي مستقبلا مع قضايا وتحديات في الكيان المؤسسي الذي سينضم إليه ويكون أحد أعضائه. في أجندة 52 مرشحا حصلت «عكاظ» عليها من إجمالي مرشحي انتخابات غرفة تجارة وصناعة جدة في الدورة الجديدة البالغ عددهم 65 «قليل من الجدية .. كثير من الطموح»، خصوصا فيما يتعلق بالرؤية، الصياغة، والعمل على تحقيقها. الجدية، تظهر بوضوح في وعي المرشحين لأهمية غرفة جدة ككيان له تاريخ عريق تجاوزت أهميتها دعم التجار والصناع لتتحول إلى مؤسسة للعمل المدني في المجتمع، وربما هي الوحيدة الفاعلة فيه، ليس لقدرتها في تمويل برامجها وأحداثها ومناسباتها، بل للعمل المؤسسي المنظم الذي كرسته الدورات الأخيرة، خصوصا الدورة السابقة. كما أن الجدية تظهر في رغبتهم أي المرشحين الاستمرار في دعم هذا الكيان، وإن اختلفت الرؤى والأساليب. أما الطموح، فتكشفه لغة إنشائية صيغت بها الأجندات لتبدو معظمها وكأنها «اكليشة»" أو ربما «واجب منزلي» ينبغي وضعه في بروتوكولات الترشح للعضوية، فكانت المرأة أو قطاع سيدات الأعمال عنوانا عاما مشتركا بالنسبة للمرشحين والمرشحات، وسماها البعض: الجنس «العطوف» أو «اللطوف»، في حين أن قضايا قطاع المنشآت الصغيرة وتدريب الشباب وتوظيفهم بدت وكأنها «السنارة الذهبية» للوصول أو «اصطياد» صوت الناخب. ويمكن القول إن أعضاء مجلس إدارة الدورة السابقة الذين وصلوا إلى كرسي العضوية بالترشيح وليس «التعيين» وقرروا خوضها مرة ثانية، مثل: الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ، سامي بحراوي، زياد البسام، ومازن بترجي، كانوا أكثر دراية وخبرة في وضع الأجندة وصياغتها في قالب نظري وعملي يمكن تحقيقه. فبن محفوظ مثلا ركز في برنامجه على حضوره وقدرته في إدارة المعارض والمنتديات ومخاطبة شباب الأعمال بلغة تحفيزية، استنادا إلى خبرته في الدورة السابقة. ونفس الأمر ينطبق على بحراوي أيضا في تجربته مع منتدى جدة الاقتصادي، في حين أن البسام وبترجي صاغا عمل الغرفة الداخلي وعلاقته بالمنتسبين، مدعومين بتاريخهما كنائبين للرئيس في الدورة السابقة. على أرض الواقع، الأسماء الأربعة السابقة، تتصدر قائمة «البراغماتيين» بين المرشحين وكرسوا ذلك في عملهم السابق، ووضح إصرارها على الابتعاد عن مزاحمة المرشحين الآخرين. مرشحون آخرون، مثل سيف شربتلي وسعود الطيار والخولي، ركزوا على عناوين جديدة ومميزة، فالأول وضع برنامج المستشار التجاري، والثاني ركز على دعم المصانع المتعثرة، والأخير سيعمل على مشروع الغرفة الإلكترونية. بقيت خمسة أيام فقط ويبدأ السباق نحو ثمانية مقاعد في الدور الحادي والعشرين في «بيت التجارة»، فهل ستكون أجندة المرشحين دعما لهم أم تنقلب عليهم؟ لمزيد من التفاصيل