قبل 14 عاما، عثر على الزعيم الروسي الراحل بوريس يلتسين يسير مخمورا على غير هوادة بمحاذاة البيت الأبيض في وقت متأخر من الليل، وكان في ملابسه الداخلية يفتش عن بيتزا. هو بعض ما يرد في كتاب جديد من 700 صفحة للصحافي تايلور برانتش، الحائز جائزة بوليتزر للصحافة، نشرت صحيفة «يو اس ايه توداي» مقتطفات منه، ويتناول يوميات ولاية الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. وفي كتابه، يقول تايلور، الصديق القديم لكلينتون، إن الأخير «ذكر كيف كادت الليلة التي عاقر فيها بوريس يلتسين الكحول في وقت متأخر خلال زيارة في العام 1995 أن تشكل حادثا دوليا». وكان يلتسين يقضي ليلته في مقر الضيوف الرئاسيين «بلير هاوس»، على بعد أمتار من البيت الأبيض، حين عثر عليه عناصر من جهاز «سيكريت سيرفس»، في وقت متأخر من الليل. وحين تصدى له هؤلاء وهو يحاول إيقاف سيارة أجرة، تلفظ بعبارات غير مفهومة، مفادها إنه يبحث عن بيتزا. ويعرف يلتسين، الذي توفي في العام 2007، بحوادث سكره المحرجة، من انتشال عصا قائد أوركسترا في ألمانيا إلى «العزف» بالملاعق على صلعة رئيس قيرغيزستان فضلا عن سلوكه الأخرق. ويفصل الكتاب أيضا، وجهات نظر كلينتون حيال المرشحين الرئاسيين، الذين كانوا يسعون إلى خلافته. من هؤلاء جورج بوش، الذي «لم يكن مؤهلا ليكون رئيسا... لكن غريزته كانت صائبة في الحملة الانتخابية». وكان من الممكن لجون ماكين، الذي خسر السباق الرئاسي في النهاية أمام بوش ثم أمام باراك أوباما في العام 2008، «أن يكون رئيسا جيدا، لكنه لم يكن يحمل أدنى فكرة عن كيفية خوض حملة السباق الرئاسي». ويستند الكتاب، الذي يصدر في الأسبوع المقبل، إلى 79 شريطا صوتيا من المقابلات التي أخفي أمرها عن فريق كلينتون، بمعزل عن أنها أجريت في قاعة «تريتي روم»، وغيرها من الأماكن في البيت الأبيض. ويبدو أن الأشرطة كانت مخبأة في درج جوارب كلينتون. وقيل، إن كلينتون كان قلقا في ما يتعلق بنشر الكتاب، وهو أمر متوقع بالنظر إلى النتائج التي خلفتها شرائط صوتية كهذه في التاريخ الرئاسي الأمريكي. من تلك الشرائط التسجيلات التي حفظت نقاشات الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون مع مساعديه حول فضيحة واترغيت، والتي أرغمته في النهاية على الاستقالة من منصبه ولطخت سمعته. وحول علاقته بالمتدربة مونيكا لوينسكي بعد أشهر من الأجوبة التقليدية المدرسية، يقول كلينتون في أحد التسجيلات، إن المسألة برمتها بدأت «لقد ضعفت أمامها، ضعفت فحسب».