صحيح أن تزايد عدد الجامعات دليل ومؤشر على الرقي والتحضر ومعطى علمي يحسب للبلد الحاضن لتلك الصروح، لكن ما سنتحدث عنه في سياق افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في ثول مساء الأربعاء الرابع من شوال 1430ه حدث علمي نوعي لا يقاس كما، بمعنى أن هذه الجامعة ليست مجرد رقم يضاف لسلسلة الجامعات التي أنشئت من منطلق اهتمام المملكة اليقيني بالتعليم منذ عهد بعيد، بل إن شئت فهي تتويج لكل المعطيات والصروح العلمية واستطراد نتاج دراسة معمقة ورؤية شخصية من خادم الحرمين الشريفين كي تصبح جامعة عالمية برؤية محلية سعودية وهذا ما يميزها عن رصيفاتها الأُخر فيكفي أنها حظيت باهتمام بالغ من لدن خادم الحرمين الشريفين منذ مرحلة التأسيس مستبشرا ومستلهما حفظه الله أن تحقق غاياتها التي رسمها بنفسه بوصفها تشكل منارة علمية ذات طابع نوعي جديد، وتجدر الإشارة إلى أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية قد استهلت باكورة نشاطها البحثي بدراسة علمية حول انتشار فيروس (N1H1) المسبب لمرض انفلونزا الخنازير، وهذا يؤكد من جديد بأنها ليست جامعة تقليدية، بل هي تحاكي الظواهر والقضايا العالمية بمنظور علمي وبحثي وتسهم في تقديم نتاجها ليس لجهة البلد الحاضن وحسب بل للعالم أجمع. وفي الإطار أعلنت الجامعة في وقت سابق عن تأسيس (11) مركز أبحاث ضمن المرحلة الأولى لتشغيل الجامعة والتي بدأت في الخامس من الشهر الجاري، فيما تشمل المجالات البحثية قضايا الموارد والطاقة والبيئة وعلم وهندسة المواد والعلوم الحيوية والهندسة الحيوية والرياضيات التطبيقية والعلوم والحاسوبية، ولعله من المناسب القول إن الاختيارات العلمية والبحثية أعلاه تجلت أهميتها لصلتها بالصناعات القائمة في المملكة وتطوير الصناعات المستقبلية المرتكزة على المعرفة تلبية لاحتياجات المملكة الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن أثرها الإقليمي والدولي.. هذا دون الحديث عن (100) باحث وعالم وفني يتسابقون في مختبراتهم داخل حرم الجامعة في إطار أبحاث تعنى بتطبيقات النانو وتقنياته.. لاريب أن كل تلك المعطيات العلمية والبحثية تجعلنا نستشرف عهدا أكثر رغدا ورفاها في شتى مناحي الحياة. الباعث لمزيد من البهجة والغبطة أن هذا الافتتاح البهيج تزامن مع اليوم الوطني المجيد فضاعف بهجتنا وهذا ربما يجرنا لسياق جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في مكةالمكرمة في منتصف شهر سبتمبر 2009، حيث لفت خادم الحرمين الشريفين إلى أن الاحتفاء باليوم الوطني ال 79 يعد تجسيدا للوحدة الوطنية والحفاظ على منجزات الوطن والالتزام بالمزيد من تكريس الجهود لتحقيق التنمية في مختلف أركانها. وهذا يعني فيما يعني أن الوحدة الوطنية تستوجب الاحتفاء باليوم الوطني وإكبار معطيات الوطن ومقدراته فجاء اليوم والحمد الله الذي يفتتح فيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الجامعة البحثية العلمية التي تألقت كما قال الملك عبد الله بيتا للحكمة ومنارا للسلام والأمل والوفاق وجسرا للتواصل بين الحضارات مستعينة بالله ثم بالعقول النيرة من كل مكان بلا تفرقة ولا تمييز. هنيئا لنا بهذا الصرح العلمي والذي يعد بحق منارة إشعاع حضاري يضيء لمسيرة الأمة للمضي قدما نحو مستقبل أكثر تحضرا ورفاها. وهنيئا لنا بملك الإنسانية والعلم والمعرفة وكل يوم وطني صرح آخر ومزيدا من التلاحم.. ويدوم عزك ومجدك ياوطن. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة