ظهر في المجتمع نوع جديد من الأثرياء أو الذين يدعون الثراء، وكان المجتمع قد تعود على أثرياء يحبون أن يحمدوا علنا لقاء تبرعاتهم وإسهاماتهم العامة، ولكن النوع الجديد من الأثرياء أو أدعياء الثراء يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، ووسيلتهم في تحقيق هذا الغرض الدنيء أنهم يدعون في بعض المحافل أنهم مستعدون للتبرع لناديهم الرياضي المفضل بمبالغ سخية من أموالهم تقيل عثرة النادي وتجعله يشتري من شاء من اللاعبين ويسدد ما عليه من ديون للمدربين والمحترفين والإداريين والفنيين العاملين لديه. فإذا أعلنوا ذلك وتلقفت الصحف تصريحاتهم الرنانة ووعودهم الطنانة ونشر كل ذلك بعناوين عريضة، بدأت مرحلة «ألحقني وإذا لحقت بي أمسكني وإذا أمسكت بي أعصرني وإذا عصرتني فلن تجد لدي غير المزيد من المزاعم ولا شيء من الدراهم»، وما بين الإعلان عن التبرع السخي المزعوم وبين انكشاف الحقيقة أمام الناس وقت كاف لنشر صور «الفشار» والعديد من تصريحاته ووعوده المتلاحقة لعشرات المرات، بما يكفي لإرضاء غروره وجنونه، فإذا انكشف تماما توارى عن الأنظار قبل أن يعود مرة أخرى إلى الشاشة لممارسة اللعبة نفسها، ثم يجد من يصدقه في كل مرة من السذج والأغبياء!. وليس الأمر مقتصرا على وعود مبذولة لدعم ناد رياضي أو جمعية خيرية أو مشروع إنساني أو صحي، ثم لا يصدق أي من تلك الوعود، بل إن المسألة وصلت إلى أن يعد بعض هؤلاء «الفشارين» بتقديم دعم بعشرات الملايين لإقالة عثرة صرح إعلامي متهاو فيفرح القائمون عليه ويستبشرون بما سيصلهم من أموال كفيلة بنهضة الصرح وإعادته إلى مجده السابق. ولتشجيع أبي لمعة على الوفاء بوعده، فإنه تتم العناية بأخباره وتصريحاته ومقالاته شهورا طويلة والعيون عليه وعلى جيبه انتظارا للساعة المباركة التي سوف يخرج فيها دفتر الشيكات ويكتب في أحدها مساهمته في رأس المال أو تبرعه السخي لتسديد بعض ديون ذلك الصرح حتى تخف الأحمال عنه ولو قليلا. ولكن النتيجة واحدة وهي أن جميع الوعود لا تصدق ويكون الثاني مثل الأول فلا النادي جاءه التبرع المزعوم ولا جاء من أخيه في المزاعم والوعود شيء حتى يقول من يطلع على أحوال هذا النوع من الأثرياء أو أدعياء الثراء واصفا ما يره: «إن يكذب فقد كذب أخ له من قبل»!. وهكذا يكون الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا أسوأ عند الله وعند الناس من الذين يحبون أن يحمدوا لقاء ما فعلوه لأن الصنف الثاني حسب نيته فإن كان قد أراد بما أنفق وعمله وجه الله فإنه يصدق عليه قول الله عز وجل «إن تبدوا الصدقات فنعما هي». ولكن ماذا بشأن الصنف الأول؟!.. الجواب في قوله عز وجل: «فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب»؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة