كشفت مصادر أمنية مطلعة ل «عكاظ» أن أجهزة الأمن توصلت إلى الشقة التي كان يقطنها الجاني محمد الشهراني الذي قتل في مواجهة أمنية في ينبع، وعثرت أمام المنزل على السيارة التي نفذ فيها جريمته بإطلاق النار على رجل الأمن العريف علي المخلفي في طريق الهجرة الواصل بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في أول أيام العيد. وأوضحت المصادر أن الشهراني وزوجته عندما غادرا الشقة الواقعة في حي المطار (شرقي المدينةالمنورة) استقلا سيارة أجرة نقلتهما إلى إحدى الاستراحات الكائنة في محطة لخدمات الوقود في قرية الجفر في ينبع، مبينة أن سائق سيارة الأجرة هو من أرشد الأمن إلى مكان الجاني. وأفادت المصادر الأمنية أن سائق سيارة الأجرة تملكه الشك بعد ملاحظته علامات الارتباك البادية على وجه الشهراني ما دفعه للإبلاغ عنهما، خاصة حين لمح سلاح الرشاش الذي كان بحوزته. وأضافت «عندما وصل إلى مدينة ينبع، اتصل على شخصين أحدهما في مدينة جدة والآخر في مدينة تبوك، وطلب منهما إرسال سيارة له إلى مدينة ينبع؛ لأن سيارته تعطلت، وعلى الفور قام أحدهما بإرسال سيارة له من طراز مرسيدس». ولم توضح المصادر ل «عكاظ» عن طبيعة العلاقة التي تجمع بين الجاني الشهراني و الشخصين اللذين تحدث إليهما هاتفيا، مفيدة أن السلطات الأمنية بدأت في ترصد الجاني بتحديد ساعة وصول السيارة التي طلبها من أحد الشخصين عبر ناقلة شحن مخصصة للسيارات. وأكدت أن رجال الأمن بادروا بتوجيه نداءات للجاني الشهراني لتسليم نفسه عند توجهه للجهة الناقلة للسيارة لإنهاء إجراءات تسلمها في الاستراحة التي استأجر إحدى غرفها، مضيفة «لكنه أخرج مسدسا من جيبه وأطلق النار على رجال الأمن الذين قاموا بمبادلته بإطلاق النار بالمثل، وأثناء المواجهة أصيب الجاني بإحدى الطلقات وسقط على الأرض». وقالت المصادر إن «زوجته عندما شاهدته يسقط على الأرض بادرت بإطلاق النيران من سلاح رشاش على رجال الأمن من الغرفة المستأجرة في الاستراحة وتقع في الطابق الثاني». وبينت المصادر أن ردة فعل زوجة الشهراني عرّضت ثمانية أفراد من رجال الأمن لإصابات نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، مشيرة إلى أن زوجته كان بحوزتها ثلاثة أمشاط من الذخيرة الحية. وأفادت المصادر الأمنية أن السيارة التي استخدمها الجاني الشهراني في إطلاق النار على رجل الأمن المخلفي كانت بداخلها مجموعة من الذخائر الحية التي لم يستطع أخذها معه خلال هربه، وتركه السيارة إثر تعطلها.