في اعتقادي أن الملك الموفق عبد الله بن عبد العزيز قد نام مساء أمس كما لم ينم من قبل، وهو قرير العين بتحقيق حلم ظل يداعب مخيلته على مدى ربع قرن من الزمن. ثول قرية صيد وادعة ذاع صيتها يوم أمس على مستوى العالم، وتناقلت اسمها كل وكالات الأنباء العالمية وتصدرت أخبارها نشرات الأنباء في مختلف محطات العالم وحفرت اسمها على خريطة التقدم العلمي والتقني على مستوى العالم أجمع. أهمية هذا الصرح العملاق لا تكمن في قيمته العلمية ولا ثرائه المعرفي فقط، وإنما في كونه سوف يقدم نموذجا تعليميا وأكاديميا متفردا ستكون القاطرة التي سوف تجر معها عربات التعليم العالي وتدشن عصرا جديدا للتقدم المعرفي في البلاد. لم تتميز الجامعة بالمباني العصرية ولا الكفاءات العلمية ولا المستوى التقني فقط، ولكن بالنموذج الذي سوف تقدمه لأول مرة من حيث الاستقلالية والحريات الأكاديمية ووضوح الرؤية وإذابة الفوارق بين الأجناس من حيث التراتبية العلمية وعمليات الإسناد الإداري وغيرها. تغيير النمطية التي تكرست في البلاد على مدى ربع قرن لم يكن بالأمر السهل كما يعتقد البعض، وهو اختراق لا يقل أهمية عن القيمة العلمية والتقنية التي ستضيفها هذه الجامعة وهو ما سوف يسهم بحول الله في إرساء معايير أكاديمية وتنظيمية ستكون كفيلة بإحداث نقلة للعملية التعليمية في البلاد. التحدي القادم هو في كيفية الاستفادة من مخرجات هذا الصرح العملاق وتأصيل جذوره في تربة ومفاصل التنمية في البلاد. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة