شدد المشاركون في ندوة «عكاظ» بمناسبة اليوم الوطني على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية باعتبارها أفضل الأسلحة فعالية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين. وأكدوا ضرورة اضطلاع الأفراد والمؤسسات بتنمية الحس الوطني لدى الجيل الجديد من خلال برامج متخصصة، مشيرين الى أن مناسبة اليوم الوطني تمثل فرصة لمراجعة الذات واستشراف المستقبل. وثمنوا حركة الإصلاحات الشاملة التي وضع لبنتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ويشرف على تنفيذها منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد ليكمل ما بدأه المؤسس الملك عبد العزيز وأبناؤه الذي تعاقبوا بعده. وفيما يلى ما دار في الندوة: مواقف عظيمة ? ? كيف ترون مكتسبات الوحدة الوطنية وأثرها في حياة الوطن والمواطن، ونحن نعيش هذه الأيام فرحة اليوم الوطني؟ ¶ الرقيب: حققت وحدتنا الوطنية كل ما هو مطلوب منها، وسجلت مواقف عظيمة يشهد بها القاصي والداني، فمع كل حادث يتعرض له الوطن نجد التفافا كبيرا من المواطنين حول القيادة، ما يؤكد أن لدى بلادنا من الثوابت ما يمكنها من التصدي لكل معضلة. ¶ الشهري: أدت الوحدة الوطنية خلال الأحداث التي مرت بها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز دورها على أكمل وجه، الأمر الذي يؤكد بأن مواطنيها لا تؤثر فيهم محاولات التشويش التي تمارس من قبل أعداء الدين والوطن. ونحن رأينا كغيرنا استنكار المواطنين في كافة مناطق المملكة لحوادث الإرهاب التي وقعت في المملكة وتصديهم للإرهابيين، جنبا إلى جنب مع رجال الأمن البواسل. ¶ عبد الجواد: وضعت المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز تعزيز أواصر الوحدة بين ابناءها في جميع المناطق نصب عينيها. وعمدت لترسيخ هذه الرؤية من خلال الممارسات العملية والتطبيقية. وهو ما تمثل في بناء أجيال متعددة حققت انجازات كبيرة وتجاوزت بإرادة صادقة جميع المشاكل التي اعترضت طريقها. ¶ الراشد: يعتبر اليوم الوطني فرصة لتجديد الولاء والبيعة للقيادة، ليس من خلال الأقوال فقط بل ينبغي أن تقرنها بالأفعال، من خلال مواصلة مشوار التنمية الاقتصادية الشاملة التي تشهدها مختلف مناطق المملكة. وهو مناسبة سنوية تعيشها كافة أطياف المجتمع السعودي، مما يفرض على الجميع التركيز على أهم الإنجازات الوطنية التي تحققت خلال العقود الماضية واستطاعت القيادة الرشيدة من خلالها برؤية واضحة واستراتيجية تستند على بعد نظر وضع المملكة على خارطة الدول المتقدمة وذات الحضور الفاعل في المحافل الدولية. سد منيع ? ? وقفت الوحدة الوطنية سدا منيعا أمام كل محاولات النيل من الوطن في ظروف وحالات عديدة على مر السنين الماضية، ومنها حالة الإرهاب الطارئة على مجتمعنا السعودي، فما هي عوامل تعزيز الوحدة الوطنية لدى الجيل الجديد برأيكم؟ ¶ الرقيب: لا شك في أن الوحدة الوطنية هي الجدار الذي يصد أعداء الدين والوطن. وتعزيزها يتطلب تربية الأبناء على نهج السلف الصالح المبني على الوسطية في الدين ونبذ الغلو. وينبغي أن نراقب أبناءنا رقابة غير مفرطة أو مبتذلة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته أو كما قال. ونحن محاسبون على تقصيرنا مع أبنائنا. ¶ الشهري: هناك عوامل عديدة ومسؤوليات متعددة لتعزيز الوحدة الوطنية، منها ما يقع على عاتق رب الأسرة. ومنها ما يقع على المدرسة، المسجد، المجتمع، والجهات الحكومية. وإذا أنجز كل طرف ما هو مطلوب منه لتحققت جميع الأهداف، لكن أريد التركيز على دوري الأسرة والمدرسة، فهما من يتعامل مع النشء في أول سنيي أعمارهم. وعليهما بذل جهود أكبر لتنمية الروح الوطنية في نفوسهم. ¶ عبد الجواد: الوحدة الوطنية سلاح قوي يستطيع الوقوف أمام أعتى الأسلحة الفتاكة التي ابتكرها البشر سواء في العصور السابقة أو في العصر الحديث، إذ لا يمكن السيطرة على المجتمعات في حال عدم وجود مقومات أساسية تنطلق من اللحمة الوطنية والوقوف أمام التحديات. وقد تجلت وحدتنا الوطنية في الكثير من المواقف التي شهدتها المملكة خلال السنوات الماضية، فالالتفاف حول القيادة وعدم التفريط في المكتسبات يمثل السلاح القادر على الخروج من التحديات والسلاح الناجع والسبيل الأفضل لمواجهة موجة الإرهاب التكفيري، كما يمثل المنقذ للشباب من الوقوع في براثن الجماعات التكفيرية والإرهابية المستندة على الفكر الضال الذي لا يجلب سوى الدمار ويقوض المكتسبات ويخلف القتل وإزهاق الأنفس. وينبغي أن تكون الروح الوطنية مبدأ عاما لدى الجميع. ذلك أن حب الوطن ليس كلمات تتردد على الألسن بل عمل جماعي تضطلع به جميع شرائح المجتمع، من خلال تكاتف الآباء لتربية الأبناء على حب الوطن. كما أن المؤسسات التعليمية على اختلافها تمثل رافدا أساسيا في تعزيز الروح الوطنية من خلال وضع البرامج والمناهج القادرة على إبراز هذه الروح في نفوس الأجيال القادمة. ¶ الراشد: علينا في مناسبة اليوم الوطني أن نتذكر وجود شرذمة قليلة تحاول النيل من إنجازات البلاد، وتسعى للنيل من المكتسبات التي تحققت على مدى العقود الماضية. فمن خلال هذه المناسبة الوطنية يقف الجميع سد منيعا ضد التطرف بكل أشكاله. ويعبرون عن رفضهم للإرهاب الذي تمارسه الفئات الضالة. وكذلك اليوم الوطني فرصة لتوحيد الجهود للعمل على إفشال مخططات الجماعات الإرهابية التي تسعى لإشاعة الفوضى وتحطيم جدار الوحدة الوطنية. والجميع مطالبون بممارسة مسؤولياتهم لحماية الوطن ضد الشرور التي تحاك ضده. إصلاحات شاملة ? ? تقود القيادة برامج إصلاح وتنمية شاملة، فما هي الجوانب التي تأملون في أن تطولها يد الإصلاح؟ ¶ الرقيب: منذ تولى الملك عبد الله بن عبد العزيز قيادة البلاد ونحن نشهد خطوات طموحة باتجاه التطوير والتنمية في كل المجالات، ومنها تطوير وتحديث القضاء الذي يحظى بدعم ورعاية كبيرة من مقام خادم الحرمين وولي العهد والنائب الثاني. ¶ الشهري: بذل خادم الحرمين الشريفين جهودا كبيرة منذ توليه مقاليد الحكم، حيث تحققت العديد من الإنجازات الكبيرة التي تصب في صالح الوطن والمواطن. ولعل من أبرزها التوسع الكبير في قطاع التعليم العالي. وهو الأمر الذي أدى إلى افتتاح عدة جامعات وكليات ومعاهد في العديد من المدن، إضافة إلى تطوير التعليم العام ودعمه بما هو مطلوب. وشاهدنا إدخال مادة اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي بشكل كبير في مناهج مختلف المراحل الدراسية، ومراجعة المناهج بما لا يؤثر على عقيدتنا وثوابتنا الإسلامية. ¶ عبد الجواد: شهدت المملكة على مدى العقود الماضية الكثير من البرامج الإصلاحية على شتى الأصعدة. ويلمس قطاع الأعمال أكثر من غيره الإصلاحات التي تحققت في السنوات الماضية، فقد قاد خادم الحرمين الشريفين حركة إصلاحية شاملة في المجال الاقتصادي، ما انعكس بصورة مباشرة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية وكذلك نمو الحركة الاقتصادية بصورة غير مسبوقة. ¶ الراشد: الإصلاحات سنة وضع لبنتها الأساسية الملك عبد الله قبل عدة سنوات، من خلال وضع برنامج واضح لتجاوز كافة العراقيل التي تعترض طريق استقطاب الاستثمارات الأجنبية، الأمر الذي ساهم في تجاوز الكثير من العراقيل التي كانت تقف حائلا أمام تدفق الاستثمارات ودخول الشركات الأجنبية للمملكة. والمطلوب في المرحلة الراهنة إجراء مراجعة مستمرة للإصلاحات، من أجل تطويرها بما يتواكب مع التطورات الاقتصادية التي تشهدها الاقتصاديات العالمية وتسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية، والأجهزة المعنية مطالبة بزيادة وتيرة الإصلاحيات بما ينسجم مع تطلعات وأهداف القيادة. والمملكة بحكم موقعها الجغرافي وثقلها الاقتصادي وبما تمتلكه من ثروة طبعبية هائلة وبحكم الميزة النسبية لديها تركز على استقطاب الاستثمارات التي تعتمد على الطاقة. إلا أن الاستثمارات الخارجية في هذا المجال ليست بمستوى الطموحات لا سيما أنها تسهم في نقل التقنية للمملكة، وبالتالي فإننا نطمح في تركيز الاهتمام في جذب الاستثمارات التي تصب في خانة تطوير تقنية الطاقة من أجل توطينها. ? ? تضرر الاقتصاد العالمي خلال الفترة الماضية ولا يزال، إلا أن المملكة كانت من أقل دول العالم تضررا ولم تتأثر مشاريع التنمية فيها كثيرا، فما هي الأسباب التي كانت وراء حماية بلادنا من انعكاسات الكساد الذي لم يرحم حتى الدول الكبرى؟ ¶ الرقيب: من فضل الله علينا أن المملكة قامت على القرآن والسنة والأخذ بكل ما هو مفيد من العلوم الأخرى. وسياستها المالية تعتمد على الشريعة الإسلامية بالدرجة الأولى وهو الأمر الذي خفف من أضرار الأزمة الاقتصادية العالمية علينا. ¶ الشهري: المملكة من أقل دول العالم تضررا من الأزمة المالية العالمية التي بالرغم من اشتدادها نرى مشاريع الخير والنماء مستمرة في بلادنا. ¶ عبد الجواد: تعتبر المملكة من الدول القلائل التي لم تتضرر كثيرا من التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية. فآثارها على اقتصادنا الوطني كانت أقل بكثير جدا من الأضرار التي لحقت ببعض الاقتصاديات الصناعية وخصوصا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الاوروبية. والسياسة السعودية النقدية الصارمة وكذلك البرامج المتحفظة كانت صمام أمان في وجه تيار هذه الأزمة. كما أن البرامج المدروسة التي تطبقها المملكة في التعامل مع الفوائض المالية كانت عاملا أساسيا في قدرة المملكة على التقليل من الآثار السلبية الناجمة عن الأزمة التي أدخلت الاقتصاد العالمي في ركود شبه شامل، وأضرت بالتجارة العالمية وساهمت في إخراج الكثير من المؤسسات المالية وبعض البنوك من السوق وإعلان إفلاسها.