يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في ثول غدا جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، في حفل يحضره قادة عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة وممثلوهم. وأعرب وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس علي بن إبراهيم النعيمي عن سعادته بتدشين الملك للجامعة بعد أن قطعت مرحلة تأسيسها رحلة الألف يوم وبدء الدراسة بها في الخامس عشر من شهر رمضان الماضي الخامس من شهر سبتمبر الجاري. وأوضح النعيمي أن هذه الجامعة من خلال رؤية خادم الحرمين الشريفين لها ستنقل المملكة إلى مستقبل حافل بالمنجزات العلمية والاقتصادية وأن ما ستوفره من وسائل لتحقق رؤيتها العلمية ستعيد مساهمات العرب والمسلمين في الحضارة البشرية. وقال وزير البترول والثروة المعدنية:إن الاطمئنان الكامل لتحقيق غايات الجامعة في هذه المرحلة ليس سهل المنال، خصوصا أن أهدافها العلمية كبيرة ومتقدمة جدا وما نأمله أن تستمر الجهود على نفس الوتيرة لمزيد من ضمانات تحقيق رؤية الجامعة ومسيرتها إلى مستقبلها، إذ أن رؤية الملك للجامعة بأن تكون عالمية برؤية محلية سعودية تهتم بالدرجة الأولى بالأبحاث العلمية المتقدمة جدا. وزاد: استشعرنا بقوة اهتمام خادم الحرمين الشريفين بأن تبلغ الجامعة غاياتها التي رسمها بنفسه، فقد كان يسأل ويتقصى ويطمئن على كل صغيرة وكبيرة في فكر الجامعة ومناهجها ومبانيها وما ستوفره من وسائل لتحقق رؤيتها العلمية بوصفها منارة إشعاع علمي عربي جديد. وبين وزير البترول والثروة المعدنية أن أهداف الجامعة العلمية كبيرة ومتقدمة جدا وتتطلب من الإجراءات والوسائل الكثير مما يساعد في تحقيق هذه الأهداف، إذ بذل فريق العمل لتأسيس هذه الجامعة جهودا هائلة ليبني ثقافتها ومناهجها وأبحاثها ومدينتها الجامعية. وعزا النعيمي النجاح الذي تحقق إلى عاملين هما: ميثاق الجامعة الذي أقره خادم الحرمين الشريفين وحظي باحترام وقبول كبير لدى المؤسسات العلمية والصناعية الدولية، واكتساب أرامكو السعودية التي كلفت بتأسيس الجامعة احتراما وسمعة دولية كبيرة سهلت على أعضاء فريق التأسيس الكثير من المهمات وذللت بعض الصعوبات التي كانت تظهر من حين لآخر. ورأى وزير البترول والثروة المعدنية أن هذه الجامعة كباقي الجامعات في المملكة ستسخر لخدمة التنمية العلمية والاقتصادية الشاملة في المملكة وستفتح أبوابها ومعاملها البحثية لتستفيد منها كافة مرافق البحث العلمي والأكاديمي في المملكة سواء في الجامعات أو في مجمل مؤسسات المعرفة الوطنية. وأفاد النعيمي أن طلبة الجامعة سيقبلون في مجال الدراسات العليا العلمية فقط على أساس الجدارة والتميز في دراساتهم ومواهبهم العلمية الاستثنائية كما هو متبع من قبل الجامعات الدولية المعروفة التي تتنافس كل سنة على استقطاب الطلبة الموهوبين من كل الجنسيات حول العالم. وذكر وزير البترول والثروة المعدنية أن عدد الطلبة السعوديين في الجامعة وصل إلى نحو مائة طالب ومن المنتظر أن يتنامى هذا الرقم في المستقبل مع ارتفاع وتيرة التعرف على الجامعة وتخصصاتها وطريقة المنافسة على القبول بها. واستشرف النعيمي ما ستحققه الجامعة من خلال اقتران المنجز العلمي بالمنجز الاقتصادي الذي يحقق رفاه ورغد المجتمعات حين تسخر أبحاثها ودراساتها لتطوير مصادر جديدة للطاقة في المملكة من جهة ويجري من جهة أخرى تحويل هذه الأبحاث والدراسات إلى تطبيقات عملية تعود بفائدتها على جميع مناحي التنمية الاقتصادية في المملكة، بل والمنطقة والعالم. وحدد وزير البترول والثروة المعدنية أن البحوث المتقدمة التي ستنفذها الجامعة ستكون في مجال الطاقة الشمسية واستغلال رمال الصحراء وتطوير محاصيل غذائية جيدة واقتصادية تنمو في الأراضي القاحلة والحارة والزراعة في المياه المالحة والاستغلال الأمثل لبيئة البحار وغيرها، كلها تصب في خانة المستقبل الاقتصادي للمملكة وأجيالها حين تسهم الجامعة في تعزيز المصادر الحالية وتوفر البدائل الاقتصادية المناسبة للمستقبل. إلى ذلك، أصدرت سفارة خادم الحرمين الشريفين في بكين أكثر من خمسين تأشيرة لضيوف جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. وأوضحت السفارة في بيان صحافي بث أمس أن التأشيرات منحت لخمسة صحافيين وخمسة عشر ضيفا منهم اثنان حاصلان على جائزة نوبل وخمسة وثلاثين طالبا وأستاذا اختيروا من قبل لجنة من الجامعة للدراسة في الجامعة والتدريس فيها.