من المهم لنا أن نعرف أن ليس إسرائيل والفلسطينيون وحدهم يدفعون ثمن الاحتلال بل وكل العالم الحر، ولا سيما الولاياتالمتحدة، بريطانيا، تركيا، وفرنسا. كل ما يرتبط بإسرائيل يدفع ثمنا بسبب الاحتلال. فكرة فك الارتباط أحادية الجانب ليست سوى رؤية مشوشة. فإما غباء أو نزعة شر الاعتقاد بأنه يمكن فك الارتباط عن الفلسطينيين بشكل أحادي الجانب. فهيا نحاول فحص معنى فك الارتباط من جانب واحد. كم فلسطينيا سيبقون «مضمومين» لإسرائيل في إطار فك الارتباط؟ كم مستوطنا سيبقون داخل أراضي الضفة الغربية؟ هل مناطق فك الارتباط، أي مناطق السلطة الفلسطينية سيعترف بها كدولة فلسطينية؟ هل يمكنهم أن يقيموا ميناء ومطارا؟ هل سيكون هناك ارتباط متواصل بين قطاع غزة والضفة الغربية؟ هل الاقتصاد الفلسطيني سيتمكن من النمو في حدود فك الارتباط؟ واضح أن بعض هذه الأسئلة هي أسئلة بيانية ذلك أن الإجابات عليها واضحة ومفهومة لكل ذي عقل. وفضلا عن ذلك، فان فك الارتباط أو الانطواء ليس سوى خطة دون شريك، إذ لا يوجد شريك فلسطيني (فهل الفلسطينيون على الإطلاق طرف في النزاع؟)، وإذا لم يكن هناك شريك، فانه لا ينبغي لنا أن نفاجأ بما نقوم به من فك ارتباط وستكون النتيجة إطلاق صواريخ القسام من الضفة الغربية نحو القدس، تل أبيب وغيرها من المناطق في إسرائيل. وبالمناسبة، فان السور الغبي ليس سوى قرص أسبرين لمريض بالسرطان. في حدود قطاع غزة ومصر كان هناك محور فيلادلفيا الذي يمتد نحو 17 كيلومترا كسور بكل معنى الكلمة، وكان تحته مئات من أنفاق التهريب من وإلى مصر. فكم نفقا سيبنى تحت سور بطول 830 كيلومترا؟.