كتب خالد السليمان في عموده اليومي في صحيفة «عكاظ» في العدد الصادر في 23 / 9 / 1430 ه تحت عنوان (السلام من بعيد) تحدث فيه عن العادة العربية في طقوس السلام، حيث أنه من الشائع أن العربي يأخذك بالأحضان ويمطرك بالقبلات حتى وإن كان لا يعرفك جيدا، وأضاف أنه في بعض المناسبات الاجتماعية يمر الناس للسلام على من سبقهم بالحضور، فيطبعون القبلات المبللة على وجناتهم حتى وهم لا يعرفونهم، ولذلك أصبح هو يحرص على أن يسدل شماغه على وجنتيه عند الدخول إلى أي مجلس أو الجلوس فيه حتى يكتمل حاضروه لعله يرد عنه بعض البلل!!. وطالب بالتوقف مؤقتا عن طبع القبلات، وحتى عن المصافحة، وأن يكون سلامنا من بعيد بالإيماءة، على الأقل حتى تهدأ ثورة الخنازير!!. وأتفق معه كثيرا بضرورة التوقف عن السلام بالمصافحة والقبلات والأحضان وخاصة هذه الأيام كما ذكر ونحن مقبلون على العيد حتى يكون سعيدا حقا خاليا من الأمراض. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن مقاله يذكرني بما قرأته سابقا عن خبر تأسيس أول جمعية مصرية لحظر القبلات بين المصريين للحد من المخاطر التي تكتنف عادة التحية بالقبلات بين المصريين للحد من هذه الظاهرة. وعزم الجمعية عقد ندوات للتحذير من مخاطر التعبير عن الود والترحيب بالقبلات وما ينجم عنه من أمراض. ودعت الجمعية أيضا منتجي المسلسلات والبرامج للحد والتقليل من المشاهد التي تظهر فيه مشاهد التعبير عن الود بالقبلات وطالبت بإذاعة فقرات إعلانية للتوعية بسلبيات هذا السلوك. فلا خلاف وكما ذكر الأستاذ خالد أن هذه العادة الاجتماعية سائدة أيضا في بلادنا في المملكة حيث يجري التقبيل على الخدين وأحيانا يصل إلى الشفتين عند اللقاء بين أفراد المجتمع بجميع طبقاته. ولا شك عندي أنها عادة غير مفهومة ولا تستند على أي منطق، حيث يقبل البعض الآخرين دون سابق معرفة أو حتى حمل ود لهم. فالتقبيل بشكله الحالي المنتشر بين الناس عند اللقاء ومهما كانت درجة علاقاتهم قريبة أو بعيدة هو فعل لا يقوم حقا على أي منطلق سليم أو فهم أو ذوق سليم فضلا عن أضراره الصحية التي بدأت تظهر، مما يؤكد ضرورة أن يكون التقبيل إذا كان لا بد منه في أضيق الحدود وبين أقرب القريبين من الشخص وذلك في حالة الرغبة أو الإصرار بالتمسك بهذه العادة الضارة، وهناك لا شك الكثير من الوسائل التي يمكن أن تكون بديلا مناسبا لإظهار الود وحرارة اللقاء مع الآخرين الأبعدين والأقربين فالكلمة الطيبة لها مفعول السحر أحيانا، بل إن تلك العادة لا تتفق أيضا مع هدي الإسلام في السلوك وفي آداب اللقاء، حيث ورد أنه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : لا، قال فيلتزمه ويقبله ؟ قال : لا ، قال: فيأخذه بيده ويصافحه ؟ قال نعم . وفق الله الجميع وحمانا من كل مكروه وسوء. مهندس فريد عبد الحفيظ مياجان جدة