عند حلول موعد الغروب، وبالتحديد قبل أذان المغرب، ينتشر رجال الأمن في حواري وطرق منطقة عسير لحل المشاكل والحد من الفوضوية المصاحبة لغياب شمس الأصيل، فهي بالنسبة لهم أخطر اللحظات، كونها تتزامن مع حدوث المشاكل بين الصائمين المتسابقين على الوصول لمنازلهم قبل الأذان الذي لم يتبق عليه سوى دقيقتين. وفي تلك اللحظات، تتحول الشتائم بين صائمين فقدوا صيامهم في دقائق لا تتجاوز ثوانيها أحيانا 120 ثانية، إلى تلاحم بالأيدي والأجساد بغرض الضرر لا المحبة، إضافة إلى حوادث مرورية تنتج عن سباق يهدف لافتتاح مائدة الإفطار، وحينها يحرص حراس الرحمة أن يتوزعوا على الطرقات للمعونة، وإغاثة المنكوب. يرفض رجال الأمن التحدث عن دورهم كونهم يعدونه الواجب المفروض عليهم، فتجدهم لا يهتمون بمفردة «شكرا» كثيرا، بقدر ما يهتمون في أن تنتهي اللحظات المصحوبة باللون البرتقالي، دون وقوع حوادث مؤلمة أو وفيات. وليس بمستغرب على من نذروا أنفسهم، وطبقوا مبدأ الإيثار من خلال التضحية بالإفطار مع أسرهم وأبنائهم، لضبط حركة مرورية تظل منذ ساعات الفجر حتى أذان العصر سلسلة وراكدة، ومع خروج المصلين من أبواب المساجد تبدأ ساعة الذروة أمام بواسل الداخلية. يقول أحد رجال الأمن: تبدأ فترة الاستنفار من بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب، وبعد الصلاة تخف وتيرة الكثافة، لتعاود انتشارها مع اقتراب صلاة العشاء حتى صلاة الفجر. وعند سؤاله عن أهم اللحظات الزمنية التي تواجههم في أيام شهر رمضان، بحيث يكونوا على أهبة الاستعداد، يجيب بالقول: ساعة الغروب هي أكثر ساعة تسجل فيها البلاغات والحوادث والقضايا، خاصة الحوادث المرورية التي تكون في كثير من الأوقات مفجعة. ساعة الغروب البرتقالية تتعدد أشكال وصور المشاكل والحوادث، فبعضها يأتي تبادل ألفاظ نابية قاسية، وأخرى بسبب خلاف على سعر سلعة، وأغربها ينتج من رغبة صائمين أرهقهم الصيام فقرروا تجاوز طابور الوقوف أمام جرة الفول، ولكل هذه المشكلة عين حراس الرحمة.