أوشكت شوارعنا أن تصبح مأوى للمتسولين والمتسولات، يفدون عليها من دول كثيرة يحملون عاهاتهم أو يصطنعون الإصابة بعاهات يستدرون بها عطف الناس وشفقتهم. وعلى الرغم من أن ظاهرة التسول قد أصبحت ظاهرة مستمرة طوال فصول العام وشهور السنة لا تظهر في موسم محدد ولا تغيب في مناسبة معينة، إلا أن شهر رمضان يشهد أكبر حضور للمتسولين في شوارعنا نجدهم عند إشارات المرور وبوابات المستشفيات وأجهزة الصراف وأمام المطاعم والبقالات وفي كل مكان يتوقعون أن يجدوا فيه من يساعدهم ويمد لهم يد العون ويتصدق عليهم شكرا لله على سلامة مريض أو توفر نعمة أو غير ذلك من المواقف التي تستدر العطف وتستدعي الشفقة. وكما يختار المتسولون الأماكن التي يتوزعون فيها فإنهم يتفننون في اختيار العاهات التي يستدرون بها عطف الناس بدءا من الشيخوخة وانتهاء بحالات الإعاقة مرورا بضحايا الحروب من مقطوعي الأيدي والأرجل وضحايا الحوادث المرورية وحوادث الحريق على نحو أصبحت فيه شوارعنا تمتلئ بالمشاهد المقززة والمؤلمة في آن واحد وتعطي لمن يراها ولا يعرف جنسيات هؤلاء المتسولين والمتسولات انطباعا سيئا عن بلدنا ومواطنينا. ومن المؤكد أن التسول لم يعد جهدا فرديا يقوم به هذا المحتاج أو ذاك، فقد أصبح عملا تديره عصابات محلية وأخرى من وراء الحدود تدير أعدادا كبيرة من المتسولين والمتسولات تجلبهم من بلدانهم باسم الحج والعمرة والزيارة ثم تقوم بتدبير ما يمكنهم من التخلف ليتم بعد ذلك توظيفهم وتوزيعهم على مختلف الأماكن وقبل ذلك تدريبهم على أساليب التسول ومن ثم إعادة تجميعهم من النقاط التي وزعوا عليها وجمع ما تمكنوا من الحصول عليه من الغلة وفق عمل منظم يستهدف دعم بعض الجهات المشبوهة وتمويل بعض الأعمال غير الشرعية. ذلك هو ما ينبغي أن نعيه ونحن نشاهد هؤلاء المتسولين والمتسولات ، وأن نكون حذرين من أن يستدرجونا فتذهب صدقاتنا وزكواتنا لغير المحتاجين إليها وتنتهي دعما لعصابات وجهات مشبوهة ويتم حرمان من هم بحاجة إليها منها. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة