خرجت فكرة «تأجيل الموسم الدراسي لعدة أشهر خوفا من تفشي وباء انفلونزا الخنازير، بعد أن أجلت بعض دول الخليج التعليم لنفس السبب»، فخرج البعض ليؤكدوا أن هذه الفكرة من أفكار المعلمين الذين لا يريدون العمل، وأن هذه الشائعات يكرسها المعلمون والمعلمات، لإثارة مخاوف ورعب المجتمع، حتى تتحقق أهدافهم الشخصية. خرجت أيضا وزارة الصحة لتؤكد أنه لا ضرورة لتأجيل الدراسة، فهي جاهزة لمثل هذه الأزمة، مع أن نفس الوزارة هي من حذرتنا بالتلفزيون والصحف والمسجات بأن نتجنب التجمعات قدر المستطاع، كوقاية حتى لا ينتشر المرض. الحق يقال: لا أعرف مجتمعا يرتاب من كل شيء، ويشعر بأن هناك مؤامرات تحاك ضده أو لمصالح شخصية، مثل مجتمعنا الطيب وبعض المجتمعات العربية، لهذا لا يناقشون المشكلة أو القضية، بل يبحثون عمن هو المستفيد، أو يأخذون القضية لاتجاه آخر لا دخل له بالقضية أو المشكلة، فنبدأ النقاش على أنها شائعة روجها المعلمون والمعلمات ليحققوا أهدافهم الشخصية، وأن علينا حرمان المعلم والمعلمة من تحقيق أهدافهما. أو نناقش المشكلة كما ناقشها أحد الدكاترة في جريدة الاقتصادية، ليؤكد لنا أن الأمر مؤامرة من شركات الأدوية لتروج أدويتها، وأنهم يريدون سرقت الأموال من جيوب العالم كله، أو كما ناقشه أحدهم حين طرح فكرة تأجيل الحج هذا العام، بأنها مؤامرة من الصليبيين ضد الإسلام. لن أناقش مؤامرة الدكتور، فأنت لا يمكنك إصلاح ما أفسده الدهر، وبالتأكيد لن أناقش المؤامرة الصليبية، لأن الحج لمن استطاع، والاستطاعة هنا لا يعني وجود المال الذي ستحج فيه فقط، بل وإن كان الذهاب للحج سيهدد حياتك يمكن تأجيله للعام القادم، وسأتوقف أمام إشاعات المعلمين والمعلمات. فالأمر هنا يخص المجتمع بأكمله، لأنه لا يوجد أسرة ليس لديها طفل أو أكثر سيذهب للمدرسة، فهل تلك التجمعات اليومية ستساعد على انتشاره أم لا؟. وهل وزارة الصحة ستحتمل كل هذه الأعداد لو لا قدر الله وانتشرت انفلونزا الخنازير؟. وهل الدولة ستتحمل تلك النفقات الهائلة لو لا قدر الله انتشر الوباء بشكل كبير، لأننا هنا نتحدث عن عشرات المليارات سيتم صرفها، مما يعني أن المشاريع ستتوقف من أجل هذا، بيد أنه يمكن لنا تأجيل التعليم وقاية لكل هذه الأمور؟. وأخيرا وإنسانيا كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للوزراء «ضعوا نصب أعينكم مصلحة المواطن»، فهل من مصلحة المواطنين التأجيل أم لا؟. وخصوصا أن وزارة الصحة ما فتأت تنصحنا بالابتعاد عن التجمعات قدر المستطاع، فكيف بثلاثة ملايين طالب وطالبة أو أكثر سيتجمعون ثماني ساعات في خمسة أيام كل أسبوع، أضف إليهم مئات الألوف من المعلمين والمعلمات والعاملين؟. هذه الأسئلة هي ما تحتاج لإجابة واضحة، لا أن نناقش هل المعلمون والمعلمات هم من أخرجوا هذه الفكرة «الشائعة» لإخافة المجتمع من أجل إجازة ثلاثة أشهر إضافية؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة