أصدر ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي تشكل قبل عام باندماج الجناحين اليمني والسعودي، بيانا على شبكة الانترنت وبعض وسائل الإعلام، تبنى من خلاله محاولة الاغتيال الفاشلة للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. واللافت في بيان تنظيم القاعدة، اعتباره الوصول إلى الأمير محمد بن نايف اختراقا أمنيا واستخباراتيا كبيرين، وهذا الأمر غير دقيق، فطبيعة العلاقة بين الشعب والأسرة المالكة، تجعل من هذا الاتصال والتواصل، أمرا اعتياديا ويوميا في الحياة الاجتماعية في المملكة، خاصة مع شخصية حيوية ومتفاعلة مع محيطها الاجتماعي والأمني بحجم الأمير محمد بن نايف، الذي خص فئات المتشددين والمتطرفين والإرهابيين التائبين بمعاملة إنسانية وفكرية عبر منظومة الفعل الإنساني، وبرامج إعادة التأهيل الفكري والأسري، والاستقبال الاجتماعي لهذه الفئة، لتشجيعها على العودة إلى حظيرة الوطن. ويبدو أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في إطار استراتيجيته الهادفة إلى تحقيق حضور إقليمي أكبر في اليمن والمملكة، يسعى إلى تحقيق أهداف ذات قيمة إعلامية جاذبة (شخصيات بارزة + منشآت استراتيجية) تحمل دلالات سياسية كبيرة، يمكن للتنظيم استثمار النجاح حال حدوثه (لا سمح الله) في تحقيق نصر استراتيجي، ومن ثم الحصول على دعم مالي وفكري وتنفيذي من منظري وممولي العمليات الإرهابية، وكذلك الحصول على قاعدة جماهيرية أوسع، وعدد أكبر من النشطاء المنخرطين في العمل الإرهابي. لذلك، استهدف تنظيم القاعدة أمس الأول مهندس مكافحة الإرهاب، ليس فقط في المملكة العربية السعودية، بل على مستوى المنطقة، والذي يتمتع أيضا بثقل كبير وكلمة مسموعة في ملف الإرهاب العالمي، بعد النجاحات التي حققتها المملكة في مواجهة الإرهاب خلال السنوات السبع الماضية (2003 2009) إلا أن العناية الإلهية، حفظت هذا الوطن وأهله وقيادته، إذا لو لا سمح الله نجح هذا التنظيم في عمليته الجبانة والخارجة عن تعاليم الدين الإسلامي، وأخلاق العرب، وشيم الرجال، لدخلت المملكة وربما المنطقة موجة جديدة من العنف الدامي، إذ إن الأعمال الإرهابية تحرض بعضها البعض محليا وإقليميا. ويظهر حرص تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على محاولة البحث عن انتصارات وهمية، من خلال هذه العمليات اليائسة والفاشلة، وما تضمنه التقرير الإخباري (الثاني والعشرون) للتنظيم، الذي يؤكد من خلاله (أن القسم الإعلامي لم يتأثر جراء حملات الاعتقالات الأخيرة) ما يعني تقديم التنظيم للهدف الإعلامي والصدى الإخباري على الهدف الإرهابي، لكن ما حدث في العملية الأخيرة، أتى بنتائج عكسية تماما، حيث وقف شعب المملكة وقيادته وأحرار العالم أجمع؛ صفا واحدا مع محمد بن نايف والوطن ضد الإرهاب والإرهابيين. ويبقى الأهم، أن تكون هذه المحاولة الفاشلة محركا ومنطلقا رئيسا، لإعادة التفكير في استراتيجيتنا القادمة، والتوجه نحو حاضنات ومحركات الفكر المتطرف واجتثاثها، وإعادة قراءات خارطة الوطن، لمعرفة نقاط القوة، ومكامن الضعف، فنحن في معركة مستمرة مع قوى الظلام. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة