أن يحاول معتد اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ليس أمرا مفاجئا، فمن المتوقع لمن كان في مثل منصب الأمير أن يصير عرضة لمثل هذه الاعتداءات، وهناك في التاريخ من أمثلة الاعتداءات الكثير، سواء التاريخ المعاصر أو الوسط أو القديم مثل محاولات الاعتداء على ريقن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن قبله كنيدي ولينكولن، وفي العالم العربي الملك عبد العزيز وعبد الناصر، وفي عصر الإسلام الأول الاعتداء على الخلفاء عمر وعثمان وعلي، فمحاولات الاغتيال جزء من تاريخ الحياة، تنجح حينا وتفشل أحيانا، والأمر بيد الله سبحانه هو المقدر، وإرادته هي الحاكمة فوق كل شيء. كم هو مؤلم ومحزن أن يبلغ الأمر بنا هذا المبلغ، فلا يقام وزن أو اعتبار حتى لرمضان، فهذا الشهر الكريم الذي تحبس فيه الشياطين وتصفد بالأغلال لم يوقر من أن يكون زمانا للإجرام فينشط فيه القتل والأذى. كيف يمكن أن يتفق هذا مع الادعاء بالإصلاح الديني! لا أظن مؤمنا صحيح الإيمان يرى أن إزهاق نفوس بريئة هو من الدين في شيء، أو أن استباحة الدماء والحرمات هي من القربى إلى الله، أو أن إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وبث الرعب في البلاد هو من التدين في شيء. إني لا أرى الحافز تدينا قدر ما أراه تعبيرا عن حالة من اليأس المشوب بالحقد والكراهية وفقد الأمل في حياة هانئة، وحين يعيش الإنسان عيشة تعيسة بائسة وتسود الدنيا أمام عينه، يبلغ به القهر والغيظ مبلغ (علي وعلى أعدائي) وعندما يشتعل الحقد في القلوب ينسى الناس كل شيء، ينسون دينهم وضمائرهم وتعمى بصائرهم وتشل عقولهم، فما يعودون يرون سوى الرغبة في الانتقام. أن يقرر امرؤ تفجير نفسه من أجل الانتقام، هو يرتكب جريمتين، قتل النفس وقتل نفوس أخرى بريئة معها، خسر الدنيا والآخرة. نهنئ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على السلامة، أعانه الله ووفقه إلى الحق. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة