أكد مجلس الوزراء في جلسة ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في جدة أمس أن المملكة ماضية في تنفيذ جميع سياساتها وإجراءاتها وإصلاحاتها الرامية إلى تحقيق قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، وتعزيز الثقة بقدرته على الصمود في مواجهة الأزمة العالمية الراهنة. وجاءت هذه التأكيدات عند استماع المجلس إلى عرض من وزير المالية حول تقرير صندوق النقد الدولي عن مشاورات المادة الرابعة مع المملكة لعام 2009م، إذ أكد أن المملكة واجهت الأزمة المالية العالمية الحالية بأساسيات اقتصادية قوية وعملت على تعزيز مركزها الاقتصادي الكلي وتقوية قطاعها المالي. وتضمن التقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك، أن المملكة نفذت إصلاحات هيكلية لدفع عجلة النمو بقيادة القطاع الخاص، متوجة ذلك باحتلالها المرتبة الأولى بين الدول العربية لأربع سنوات متوالية والسادسة عشرة على مستوى العالم. محليا، أعرب مجلس الوزراء عن تقديره للاهتمام الذي يوليه الملك للتعليم وللتعليم العالي بعد صدور موافقته أمس على إنشاء أربع جامعات جديدة في الدمام، الخرج، شقراء، والمجمعة لتشكل رافدا لنظيراتها في مناطق المملكة للإسهام في الإعداد الأمثل لأجيال مؤهلة للعطاء لبناء الوطن والسير به لآفاق الرقي والتقدم. واستمع المجلس إلى إيجاز من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حول عودة الأمور إلى طبيعتها في مركز العيص والسماح لأهاليها بالعودة إلى منازلهم وجهود مختلف القطاعات ذات الصلة في تقديم العون والمساندة للسكان العائدين، وتأمين سلامتهم وأمنهم وضرورة التزامهم بالتعاون مع الجهات المعنية بعدم الذهاب إلى المناطق الواقعة ضمن دائرة الخطر والمباني الآيلة للسقوط. ووجه خادم الحرمين الشريفين جميع القطاعات ذات الصلة بتقديم أقصى الجهود التي تحقق راحة وطمأنينة وسلامة أهالي العيص إثر عودتهم، داعيا الله أن يحفظ هذه البلاد من كل سوء. وأشاد المجلس بإنجازات الأجهزة الأمنية في المملكة في متابعة وملاحقة عناصر التخريب ومعتنقي الفكر الضال وداعميهم إثر نجاح الأجهزة الأمنية بالقبض على 44 عنصرا من شبكة منظري ومعتنقي الفكر الضال التي تستهدف زعزعة أمن الوطن والمواطن والعبث بمقدراته. عالميا، هنأ خادم الحرمين الشريفين الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية في مختلف دول العالم بشهر رمضان، داعيا الجميع إلى استشعار معاني هذا الشهر الفضيل وأيامه العظيمة ولياليه المباركة بالمحبة والأخوة والتعاون والتكاتف والتسامح والتراحم، اقتداء برسول الله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهديه الكريم. ودعا الملك إلى المسارعة إلى تجسيد معاني الأخوة والتلاحم وتجاوز الخلافات والترفع عن الصغائر والمبادرة للنظر إلى كل ما يسهم في خير الأمة وصالحها وعزها، واستثمار حلول هذا الشهر للمراجعة ومحاسبة النفوس. وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، أن خادم الحرمين الشريفين أطلع المجلس على المباحثات والمشاورات والاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية مع بعض قادة الدول ومبعوثيهم حول مختلف الأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم. ووافق مجلس الوزراء على اتفاق بين حكومتي المملكة وألمانيا بشأن التعاون في المجال الأمني الموقع في مدينة الرياض بتاريخ 3/6/1430ه الموافق 27/5/2009م، وتفويض وزير الصحة أو من ينيبه بالتوقيع على مشروع مذكرة تفاهم حول التعاون في المجال الصحي بين حكومتي المملكة وقطر في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار. وفوض المجلس رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أو من ينيبه بالتباحث مع الجانب الفرنسي في شأن مشروع اتفاقية تعاون بين حكومتي المملكة وفرنسا في شأن تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والتوقيع عليه في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار. وأقر مجلس الوزراء بعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 114/ 75، إضافة عبارة «كما يستوفى رسم قدره 10 في المائة» من قيمة المثل عند انتقال الملكية بطريق آخر غير البيع عدا حالات الإرث أو الوصية أو الوقف أو الهبة أو التنازل بلا مقابل لأحد الأقارب من الدرجة الأولى أو التبرع للجهات الخيرية كالأوقاف ونحوها.. إلى نهاية المادة الأولى من قرار مجلس الوزراء، واستمرار استيراد السلع والمنتجات الفلسطينية وتحمل الدولة الرسوم الجمركية الخاصة بذلك لمدة سنة أخرى ابتداء من 11/9/1430ه. كما وافق المجلس على تعيين فهد بن عبد الرحمن بن محمد الراجح على وظيفة سفير في وزارة الخارجية، وموفق بن محمود بن أحمد حافظ على وظيفة وزير مفوض في الوزارة ذاتها، والدكتور عبد الرحمن بن غرمان بن غيثان الشهري على وظيفة وزير مفوض في وزارة الخارجية، وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العزيز المقبل على وظيفة مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالمرتبة الرابعة عشرة في وزارة التجارة والصناعة. «عكاظ» جدة دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس مجلس الوزراء أمس، قطاع التعليم العالي في المملكة، وصدرت موافقته على إنشاء أربع جامعات جديدة. وجاء قرار خادم الحرمين، بوصفه رئيسا لمجلس التعليم العالي، بأن تكون مقار الجامعات الجديدة في الدمام، الخرج، شقراء، والمجمعة. وأوضح وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أن مجلس التعليم العالي قرر أن تتبع لجامعة الدمام 24 كلية موجودة في الدمام، ومحافظات القطيف، الجبيل، حفر الباطن، النعيرية والخفجي، أما جامعة الخرج تتبع لها 20 كلية في محافظات الخرج، الدلم، الأفلاج، وادي الدواسر، حوطة بني تميم، والسليل. ورفع العنقري الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على دعمه المتواصل للمؤسسات التعليمية وانطلاقها نحو التخطيط المستقبلي الأمثل، إذ تمثل الموافقة على إنشاء هذه الجامعات تجسيد اهتمام القيادة بمسيرة التعليم لإعداد أجيال مؤهلة بالعطاء في سبيل خدمة وبناء الوطن والمواطن والسير به لآفاق الرقي والتطور. وأفاد العنقري أن جامعة شقراء ستتبع لها 21 كلية، في محافظات: شقراء، حريملاء، القويعية، الدوادمي، ساجر، ضرماء، عفيف، ثادق والمحمل، في حين تتبع لجامعة المجمعة 12 كلية في محافظات المجمعة، الغاط، الزلفي، حوطة سدير ورماح. واعتبر وزير التعليم العالي أن إنشاء هذه الجامعات من شأنه تخفيف الضغط على جامعتي الملك سعود والملك فيصل، اللتين بلغتا من حيث الحجم درجة تفوق الحجم الطبيعي للجامعة، ما قد يؤثر على تأدية المهمات الأكاديمية والبحثية بالشكل المناسب، إضافة إلى توافر البنى الأساسية للجامعات الجديدة. ولفت إلى أن عدد طلبة جامعة الملك سعود وصل إلى 120 ألف طالبة وطالب يدرسون في 73 كلية موزعة على 15 محافظة، أما جامعة الملك فيصل فيبلغ عدد الطلبة فيها 66 ألف طالبة وطالب يدرسون في 38 كلية موزعين على ست محافظات. وبحسب العنقري فإن جامعة الدمام، ستضم كليات: الطب، العلوم الطبية الأساسية، الصحة العامة، الآداب، العلوم، التربية، الصيدلة الإكلينيكية، طب الأسنان، التمريض، العلوم الإدارية، علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات، الهندسية، العلوم الطبية التطبيقية، العمارة والتخطيط. وتتضمن الكليات، التصاميم في مدينة الدمام، العلوم الطبية التطبيقية، المجتمع، العلوم الإدارية في القطيف، وكليتي التربية والعلوم الطبية التطبيقية في الجبيل، إضافة إلى كليتي التربية والعلوم الطبية التطبيقية في حفر الباطن، وكليتين للعلوم والآداب في النعيرية والخفجي. في حين أن جامعة الخرج ستنضم إليها كليات: المجتمع، العلوم والدراسات الإنسانية، العلوم الطبية التطبيقية، الهندسة، إدارة الأعمال، الطب، الهندسة وعلوم الحاسب، طب الأسنان، الصيدلة، وكلية التربية في الخرج وكلية المجتمع في الأفلاج، إضافة إلى كلية العلوم والدراسات الإنسانية في ليلى وكليات الآداب والعلوم والتربية والعلوم الطبية التطبيقية والهندسة في وادي الدواسر، إلى جانب كلية للتربية في الدلم وكليتي إدارة الأعمال والتربية في حوطة بني تميم وكلية العلوم والدراسات الإنسانية في السليل. أما جامعة شقراء فستلحق إليها كليات: المجتمع، العلوم والآداب، العلوم الطبية التطبيقية في شقراء، المجتمع وكلية العلوم والدراسات الإنسانية في حريملاء، العلوم والدراسات الإنسانية في ضرماء، التربية في المزاحمية، العلوم والدراسات الإنسانية، المجتمع، العلوم الطبية التطبيقية في القويعية. وتشمل الجامعة كليات المجتمع، العلوم، الهندسة، الصيدلة، العلوم الطبية التطبيقية، التربية في الدوادمي، العلوم والآداب في ساجر، التربية وإدارة الأعمال في عفيف، العلوم والدراسات الإنسانية في ثادق والمحمل. وستضم جامعة المجمعة، كليات: المجتمع، العلوم الطبية التطبيقية، العلوم الإدارية والإنسانية، الهندسة، التربية، الطب في المجمعة، وكليات طب الأسنان، التربية، العلوم في الزلفي، إضافة إلى كلية العلوم والدراسات الإنسانية في حوطة سدير وكلية العلوم والدراسات الإنسانية في الغاط ورماح. عبد المحسن الحارثي الرياض أكد ل «عكاظ» وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي، أن موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء أربع جامعات في الخرج، الدمام، المجمعة، وشقراء ستسهم في توطين التعليم فيها وستحد من الهجرة، الأمر الذي سيسرع عملية التنمية فيها. وأوضح أن إنشاء الجامعات يؤكد السياسة الحكيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني المهتمة بتنمية العنصر البشري، إذ ستتعدى مهمات الجامعات إلى المهمات البحثية وخدمة المجتمع. وأشار إلى أن هذه الكليات قائمة وستبدأ الدراسة فيها في العام الدراسي المقبل وستعمل على زيادة فرص القبول لخريجي الثانوية في جميع التخصصات التي تخدم سوق العمل.