لم يكن يوم أمس الأول السبت عاديًّا في المملكة، وهي تفقد أحد رجالاتها الحكماء، وتفقده الأمتان العربية والإسلامية، ويأتي الخبر بأصدائه على العالم كله. رحل سلطان الخير عن الدنيا، وترك أعماله الخيّرة باقية في قلوب الجميع، وفي نفوس الفقراء والمساكين، وترافقه هذه الأعمال إلى جنات الخلد بمشيئة الله. الحدث الجلل الذي شهدته البلاد جدّد اللُّحمة الوطنية، وأكّد على الترابط الكبير بين القيادة والشعب، فالحزن سكن كل بيت، كما سكن كل قلب. تابعنا سلطان الخير وهو يرعى المناسبات، وابتسامته لا تفارقه، وطيبته في تعامله مع الجميع، وردة فعله التلقائية التي لا تُنسى، وتنم عن كرمه الكبير، وطيب أصله.. تارة يمنح ساعته الخاصة لطفل، قال شعرًا فأعُجب به، وكافأه على الفور، وتارة أخرى يسمح لطفل آخر بأن يؤدّي دور الطبيب معه، ويقول له كيف وجدت قلبي؟ ويرد الطفل: وجدته كبيرًا يتّسع للجميع، وهذا ما نعرفه جيدًا عن سموه، ومرة ثالثة وفي مناسبة رياضية يهدي قلمه الخاص للاعب تميّز في أرض الميدان، كل تلك الأمور والمعاني تنم عن قيادة فطرية تعي كيف تتعامل مع المواطنين، الصغير والكبير، الرياضي والشاعر، وكيف تنمي طموح المستقبل في الأبناء الواعدين، نعم فقدناك، وفقدنا طيبتك، وأبوتك الحانية.. ابتسامته عانقت القلوب، وإشراقة وجهه ستبقى خالدة في الذاكرة، كما هي الأعمال الطيبة التي تركها، وترك معها بلسمًا شافيًا لمن كان يعاني، ووجد الأيادي الحانية. نرفع التعازي إلى مقام الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وأبناء الفقيد البررة، والأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي النبيل، وإلى جنات الخلد يا سلطان الخير.