حقيقة لا يمكن لمسلم يتابع أخبار المسلمين من نيجيريا والصومال مرورا بلبنان وغزة والعراق واليمن وليس انتهاء بباكستان وأفغانستان إلا أن يشعر بإحباط كامل، ففوق كون الدول الإسلامية في ذيل دول العالم في معدلات التنمية والإنتاج الثقافي والصناعي، وكونها على قمة قائمة أكثر الدول معاناة من الفساد الإداري والمالي وأكثرها اشتعالا بالصراعات، فوق كل هذا ازدهرت «موضة» الجماعات المتطرفة التي يعلن زعيمها نفسه أميرا ويعلن قيام إمارة إسلامية ويعطي إنذارا بأن من لا يبايعه سيعتبر مرتدا ويستحلون دماءه وحرماته، والنتيجة مواجهات وقتلى، وشقاء وتشريد للسكان العالقين بالمنتصف، والسؤال؛ ما الذي يسوغ لهذه الجماعات توهم أنه ببضع تفجيرات واشتباكات ستسيطر على دول تعداد سكانها فوق المائة مليون؟! وما هو نوع الإمارة التي يريدونها؟ ومن أدبياتهم؛ هي بقعة تُحكم بالدكتاتورية يقتلون فيها كل من ليس نسخة عنهم-رأينا العينة في العراق-ويحبسون النساء في البيوت-حبس النساء في البيوت كان عقوبة الزنى لكن تلك الجماعات تريد حبس كل النساء احترازيا-ويمنعون مظاهر الثقافة والإعلام والتكنولوجيا والاتصالات ويقطعون صلاتهم بالعالم الخارجي، ويقصرون التعليم على الذكور، وحسب حركة «بوكو حرام-التعليم حرام» النيجرية قصر التعليم فقط على الكتاتيب، وتطبيق عشوائي للحدود لا يراعي التعقيد الراقي للفقه الإسلامي وروح الإسلام، وزعيم الجماعة غالبا شخص ترك الدراسة منذ الابتدائية وجمع حوله مجموعة من الشباب الغر غير المتعلم والعاطل عن العمل، وفي الحالات النادرة التي يكون فيها زعيمهم متعلما فشهادته ليست في العلوم الشرعية كما الحال مع عبداللطيف موسى زعيم جماعة «أنصار الله» الذي أعلن نفسه أميرا وأعلن قيام إمارة إسلامية في غزة ولاحقا لقي مصرعه مع العشرات في مواجهات مع حكومة القطاع، وقد شاهدت الخطبة التي أعلن فيها قيام إمارته، وفيها قال إن الذي أعطاه الإشارة لهذا الإعلان رؤيتان رآهما في المنام، الأولى؛ رأى مجموعة من الكلاب تريد الصلاة، وتلفظ بألفاظ نابية لم أتصور أن إمام مسجد على منبر يتلفظ بمثلها، قال: «نظرت إلى الكلاب باستضراط و..» ورأى نورا جهة البحر، والرؤيا الأخرى رأى انه سترسل له أفاع، ولا أرى أي إشارة فيهما! وبالنسبة لتطبيق الحدود فالخليفة عمر بن الخطاب أوقف حد السرقة لشيوع الفقر، ومن أفقر من أهل غزة المحاصرين؟! وإنجازات الجماعة تفجير صالونات نسائية ومحلات انترنت واختطاف أجانب يخدمون الشعب الفلسطيني. ومثل هذه الجماعات تعتبرها القوى الخارجية بيدقا تحركه لأغراضها، ولا نزال نقرأ في المذكرات التي يكتبها المنتمون لقوى الداخل والخارج كيف قاموا باختراق جماعات التطرف الإسلامي واستعملوها ضد مجتمعاتها وضد الإسلام، وحقيقةً لا يوجد أحد أضر بمسعى تطبيق الشريعة ونشر الإسلام أكثر من هذه النماذج المنفرة، ولهذا يتوجب على العلماء مواجهة هذا الفهم التبسيطي الساذج لمفهوم الدولة الإسلامية بطرح فكري إسلامي واقعي يشخص تعقيد بنى الدولة الحديثة وصلاتها بالبنى الدولية ليكون تنبيها لوعي حركات الإسلام السياسي العنفية التي تبني تصوراتها الساذجة عن الدولة بمعزل عن الواقع والعصر ومصلحة الناس ومقاصد الشرع وروح الإسلام. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة