من جبل المدافع الشهير في مكةالمكرمة الذي يطل على الحرم الشريف، تنطلق سبع طلقات مدوية لتعلن دخول شهر رمضان الكريم. ومن ذات الجبل الذي استمد اسمه من وجود المدافع فيه، تنطلق طلقة يومية مع صوت مؤذن الحرم لتعلن موعد الإفطار، وطلقتين للإعلان عن موعد السحور ومثلها قبيل الإمساك. ورغم التطور في وسائل الاتصال والإعلام إلا أن مدفع مكة ما زال يقوم بدوره ولو على سبيل المحافظة على التقليد. وارتبط المدفع بالذاكرة الرمضانية عند جميع المسلمين وأهل مكةالمكرمة على وجه الخصوص. وكانت أربعة مواقع للمدافع منتشرة في مكةالمكرمة قد أغلقت واكتفي فقط بالمدفع المجاور للحرم. وكيل الرقيب موسى بن صالح الزهراني أمضى أكثر من 28 عاما وهو يعمل على مدفع رمضان في جبل المدافع في مكةالمكرمة. يقول «طلقات المدفع ارتبطت بي وبزملائي ارتباطا وثيقا حتى أصبح الواحد منا يدرك وقت الطلقة بشكل تلقائي». وحول عمل المدفع الرمضاني يقول «مع إعلان دخول رمضان نطلق سبع طلقات من الكبسولات المملوءة بالبارود زنة كل طلقة كيلو ونصف، وذلك احتفاء وتبشيرا بالشهر الكريم، ولإشعار الناس بقدوم ضيف عزيز على نفوسهم». ويضيف «في كل ليلة من ليالي الشهر نطلق طلقة من المدفع عندما يرتفع صوت المؤذن من منارات الحرم المكي الشريف لإعلام الناس بموعد الإفطار، وطلقتين في تمام الساعة الثانية فجرا ليفيقوا من نومهم ويستعدوا لإعداد وجبة السحور وطلقتين للكفاف (الإمساك) قبل أذان الفجر بعشر دقائق». ويعود الزهراني بذاكرته للوراء مؤكدا أنه كان يوجد في السابق أربعة مواقع للمدافع، وهي موقع في الجموم، وآخر في جبل شماس، والثالث في النوارية، والموقع الحالي الآن في جبل المدافع، ولكن في عام 1413ه تم الاكتفاء بمدفع جبل المدافع وتم إغلاق المواقع الأخرى. وأشار الزهراني إلى أنه يتم صيانة المدفع أولا بأول وعلى فترات دورية متكررة، ويتم تنظيفه وقفل حجرة القذف بعد التنظيف لمنع دخول الأتربة أو الحشرات لها.