ثمة أمور قد لا تنقص من مهنة الكاتب وأدائه في حال عدم العمل بها لكنها من المؤكد ترفع من درجة إخلاصه وأمانته.. إن هو عمل بها، ليس لقرائه وحسب.. بل لمجتمعه.. وهي عدم المجاملة. وحتى لا يذهب ذهن القارئ بعيدا، فالمقصود بالمجاملة هنا صيانة العلاقات الإنسانية.. قد يقول قائل: ما علاقة ما يكتبه الكاتب بعلاقاته الإنسانية؟، أقول: لا شك أن كل كاتب له علاقات تربطه بالآخرين.. كالقرابة، والصداقة، والزمالة، والطبيعي أنه يختلط ويحتك بهم. وهذا التفاعل لا شك يثري الكاتب من خلال ما يسمعه من هذا القريب، أو ما يرويه ذلك الصديق من قضايا وأحداث واقعية، فضلا عن ما يراه من سلبيات من هذا أو ذاك. وإزاء ذلك ينقسم الكتاب لفئتين فئة تستثمر بعض تلك المعطيات الغنية وتنقلها للقارئ للاستفادة منها، والفئة الأخرى تمتنع عن ذلك وترى أن الكتابة في هذا الشأن قد تعكر صفو العلاقة بين الكاتب وأصدقائه، وأقاربه. أحد الزملاء الكتاب قال لي: «بالمناسبة ها أنذا أنقل حديث الزميل الكاتب دون حرج أو توجس كونه يخدم الطرح» يقول الكاتب: كنت لا أتردد في نقل أحداث ومواقف الأصدقاء في صورة مقال بغية معالجة بعض القضايا، والظواهر، ولكن لاحظت بعد فترة تحفظ الكثيرين من الأصدقاء والأقارب تجاهي إلى حد أن بعضهم أصبح لا يتفوه إلا بالنزر اليسير من الكلام، خيفة أن أصنع من حديثه مقالا!. وردا على ذلك أقول للزميل الكاتب: هل تضررت من كوني استشهدت بحديثك لتدعيم هذا الطرح؟ بل هو محور المقال.. بالتأكيد لا.. لسبب بسيط لأنني لم أشر لا من بعيد.. ولا من قريب.. لهويتك، أو ملامح شخصيتك، وبالتالي لن يعرفك أحد. نفس الشيء يمكن أن يقال للجميع. فطالما أن الحدث أو الموقف لا يدخل في إطار الخصوصية.. وليس هو سرا يؤتمن عليه، فمن حق الكاتب أن يتناوله، إذا ما استشعر الفائدة العامة. فقد لا يخفى على أحد أن الزاد الأهم والأوفر للكاتب هو ما يأخذه من محيطه القريب، زد على ذلك أن ما يحصل لصديق ما أو قريب، لا بد أنه حصل لغيرهم، أو سوف يحصل بوصفهم أفرادا وعينة من المجتمع.. رب قائل يقول: لماذا لا يستأذن الكاتب من صاحب الموقف أو الرواية وأخذ موافقته بالنشر. أقول: هذا وجيه ومنطقي.. والكثيرون من الكتاب الرصينين يعملون به، لكن ماذا عندما تكون تلك المواقف والأحاديث سلبية ومغلوطة فمن العبث أن يوافق أحدهم على تناول تصرف سلبي قام به، أو توجه مغلوط يعتنقه. هذا عن السلوكيات والمواقف، أضف إلى ذلك ما يقوم به البعض من مخالفات، وتجاوزات في أعمالهم، وأنشطتهم العامة والخاصة،(مؤسسة، مطعم، مستوصف.. إلخ). ونختم بسؤال كبير: هل يراعي الكاتب علاقاته الإنسانية ويكسب ودهم، فيعصب عينيه ويصم أذنيه.. وبكلمة أخرى يكسر قلمه بحضورهم.. أم يراعي مهنته.. ويسن قلمه للكتابة في كل ما يفيد المصلحة العامة دون الاكتراث لعتب صديق أو لوم قريب؟، الجواب لدى الكاتب. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة