أصحاب الخبرة المتواضعة في الأغنام ليس أمامهم مع دخول شهر رمضان سوى خيارين، أما الاستعانة بأصحاب الخبرة من زملائهم وأصدقائهم، أو الاكتفاء بشراء اللحمة بالكيلو. وهناك من يساهم بمبلغ معين مع مجموعة لشراء «حاشي» أو «حسيل» يتم توزيع لحمه بالتساوي عليهم. وساهم ارتفاع الأسعار الجنوني الذي يشهده الموسم ووصل معه سعر الخروف ذو الحجم المتوسط إلى 1200 ريال، في تعميم هذه الحالات وانتشارها بشكل غير مسبوق. وهناك من يرى الأسعار الحالية تعد معضلة كبيرة للكثير من أصحاب الأسر من ذوي الدخل المتوسط، لاسيما وأن سعر الذبيحة قد يذهب بنصف مرتب الموظف. وفي ظل الحمى الشرائية التي يشهدها سوق الأغنام في جدة أسوة ببقية الأسواق في المملكة، تدخلت الأجهزة الأمنية أمس لفك الاختناقات المرورية حول سوق الأغنام المركزي، فيما طالب مواطنون بتدخل الجهات الرقابية للحد من الارتفاع الجنوني للأسعار خلال الموسم. لكن تجار المواشي يرون أن الأسعار طبيعية في مثل هذه المواسم، خصوصا أنها تتناسب مع كلفة تربية الماشية واستيرادها من الخارج، مع أجور الشحن والفسح، واستخراج التصاريح، بالإضافة إلى تكلفة تعليفها، ويؤكدون أن الأسعار في متناول الجميع وليس هناك مبرر للاستياء من قبل المستهلكين. من جانبه تساءل عضو المجلس البلدي في جدة بسام بن جميل أخضر عن سبب تجاوز أسعار الأغنام للأسعار التي كانت عليها قبل شهر، مبينا أنه لا يوجد سبب مقنع لذلك سوى الجشع، رافضا اعتبار نظرية العرض والطلب مبررا لهذا الارتفاع لا سيما وأن المملكة تعتبر سوقا دائمة ورائجة للأغنام على مدار العام. وأعرب أخضر عن أمله في أن يساهم قرار وزارة التجارة فتح استيراد المواشي من السودان والأردن في تخفيض أسعار الأغنام، مشيرا إلى أن الماشية المستوردة ستخفف الضغط على طلب الأغنام المحلية. ورحب عضو المجلس البلدي بفكرة بيع اللحوم الحية بالكيلو، بدلا مما هو رائج حاليا في الحلقة، وقال إن «الشراء بهذه الطريقة لا يظلم البائع ولا المشتري، مبينا أن العديد من الدول العربية والإسلامية طبقت هذا الأسلوب في البيع».