ليس غريبا أن تسمع أن أحمد الذي كان قبل سنوات يعمل على عربة يدوية يخدم بها المشترين في سوق التمور في بريدة مقابل ريالين أو ثلاثة تصل إلى خمسة حسب كرم الزبون قد أصبح الآن دلالا مشهورا يدور يوميا كميات من التمور تتجاوز قيمتها المليون ريال؛ لأن ذلك هو واقع الفرص المتاحة للشباب في مدينة التمور في بريدة أكبر سوق للتمور يلتقي فيها الباعة والمستهلكون، ويجد الآخرون بينهم فرصا للعمل، حيث استطاع إبراهيم الذي كان يتجول بسيارته «الهايلكس» في شوارع الصفراء الراقية شمال بريدة لقضاء وقت فراغه في الإجازه أن يكون رقما مهما في السوق من خلال دخوله مزادات النقل إلى المناطق المجاورة ودول الخليج، حيث أصبح للكمية والمسافة سعرهما الخاص عبر سيارته التي يتوقع أن تنتج ثلاثة أضعاف ثمنها خلال فترة المهرجان، فيما لم يعد العمل صعبا للمتعلمين كمعاونين للدلالين في قيد الكميات وترتيب الشحنات ورصد المبالغ وإيداعها في البنوك التي تمنح هي الأخرى خدمات العناية الخاصة بعملائها من تجار التمور وتزايدت أعداد مساهمات التمور بين الشباب الذين أنشأ الكثيرون منهم مؤسساتهم الخاصة وأسهموا بنجاحها في اختيار المزارع قبل الموسم والإشراف المباشر على جني التمور وتحميلها وعرضها. الحضور الكبير واللافت للثوب والشماغ في مدينة التمور في بريدة كان محفزا للكثيرين من المتابعين بأن الموسم قد يكون فرصة نشأة تجارة منظمة ومتطورة في مجال التمور تبدأ بالإعداد من نهاية الموسم الجاري إلى بداية الموسم المقبل، خصوصا مع النمو المتوقع الذي ستواكبه نهاية العمل في استكمال مدينة التمور في بريدة التي تدخل إلى موسوعة الأرقام القياسية من حيث المساحة وكميات المعروض. «عكاظ» رصدت أبرز المهن في السوق، حيث يعتبر دخل الدلال اليومي حسب عمله لمدة أربع ساعات فقط أكبر المداخيل بنسبة خمسة في المائة من قيمة الصفقة ويصل بعض الدلالين إلى عقد خمسين صفقة في المتوسط اليومي. فيما تصل يومية عامل الحسابات إلى 300 ريال وتصل يومية الحمال 150 ريالا، وسجلت مهنة النقل أرقاما مميزة بلغت أمس أربعة آلاف ريال لحملة منقولة من بريدة إلى دولة قطر، فيما تختلف أسعار النقل إلى المناطق حسب الحمولة والمسافة. وكان نائب أمير القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن عبد العزيز خلال تفقده مدينة التمور ببريدة قبل بداية المهرجان اقترح في المؤتمر الصحفي الذي عقده أن تتبنى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تدريس مهنة جني التمور ومهن أخرى مساندة، وقال سموه إن الموسم فرصة عمل كبيرة جدا تبدأ من العناية بالنخيل حتى جني المحصول وعرضه. ووجه دعوة للشباب من أجل الانخراط في العمل بالسوق، وطالب الجهات المشرفة على العمل بتسهيل عمل الشباب.