هل تنوي شراء خروف لتفتك به أنت وأولادك خلال شهر رمضان المبارك؟، ليس ثمة داع لأن تذهب في هذا الصيف إلى سوق الأغنام وتدخل في نقاش خاسر حول ميزات حول الخروف مع أحد شباب بنغلاديش الذين أصبحوا يسيطرون على هذه التجارة، لأنك لو فعلت ذلك سوف تصبح (دقة قديمة)!، فكل ما عليك اليوم هو التوجه بسيارتك إلى معرض المنتجات الاستهلاكية وفي أحد أجنحة القاعة المكيفة سوف تلتقي بشابات لا زلن في مرحلة الدراسة الجامعية يقمن بتسويق الأغنام والذبائح.. و(البيع بالكتالوج والشراء عمياني)!. في وسط الجناح يوجد مجسمات من الفلين للأغنام التي سوف يتم ذبحها، لا أعلم كيف ستشرح لك المسوقة أجزاء المجسم ولكنني تخيلت نفسي أنسانا مهما ينظر بثقة إلى مجسم الخروف بينما المسوقة تشرح لي بحماسة: (المنطقه هاذي اسمها الصوف وهي العازل الحراري الطبيعي للخروف، أما هذا فهو الرأس ولا يستعمله الخروف في التفكير بل في النطح، والقوائم الأربع اللي قايم عليها المشروع يسموها الكراعين لا مؤاخذة!)، وبعد أن أستمع لهذا الشرح المفصل أعلن تدشيني لمشروع ذبح (الخروف الحقيقي الموجود في المسلخ) بأن أقول: (بسم الله والله أكبر)!. تقول فتاة تعمل في تسويق الأغنام عن طريق توزيع البروشورات والاتصالات الهاتفية في تصريح لجريدة الشرق الأوسط أن الشركة قدمت لها ولزميلاتها دورات في تسويق جميع أنواع الخراف: (النجدية والحرية والنعيمية)، بينما يؤكد مدير المشروع أن شركته تعمل على زيادة عدد المسوقات بعد أن اكتشفت قدرتهن على إيصال المعلومات والتواصل مع ربات المنازل. وبما أن أمانة جدة أعلنت أن مسالخها استقبلت خلال الشهر الماضي 148ألف ذبيحة فإن مثل هذا المشروع اللطيف يملك فرصا جيدة للنجاح، فإذا كانت بطون سكان مدينة واحدة في شهر واحد تحتوي على عشرات الآلاف من قطعان الأغنام والماعز والأبقار بالإضافة إلى 535 بعيرا فإن الرجل الذي لا يحب الذهاب إلى سوق الأغنام وما أكثرهم سوف يترك ربة البيت تتفاوض مع المسوقة هاتفيا بل وتطلب منها إرسال مقطع فيديو للخروف قبل ذبحه كي تثبت لصديقاتها أن الخروف الذي طلبته (أغلى ماركة)!. ولكن المشكلة الثقافية التي لم تنتبه لها هذه الشركة أن المواطن السعودي يمكن أن يعترف بجهله في السيارات أو الكمبيوترات أو الأدوية ولكنه لا يمكن أن يعترف بجهله في الأغنام والأبل لأن هذا الجهل يمكن أن يفسر بأنه علامة بخل أو أنه نشأ في بيت لا يعرف أهله (الذبح والسلخ) لذلك يفضل عند شرائه الخروف أن يتحدث هو عن ميزات الخروف بينما ينصت البائع باهتمام!.. وهنا سوف ينتصر شباب بنغلاديش على بنات الجامعة لأنهم فهموا عقدتنا: (هز راسك ويرزقك الله)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة