(تعقب، أنا ما أعرف غير أمي، تعقب، أنا مالي أبو، وأنا ولد فلان)، (الحقيقة سودا، سود الله وجهك، وتبغاني أكتب بريشة الغراب، الغراب لك ولأمثالك، والله ما أكتب غير في ريش حر تعلا في مراقيبه)، (مثلك وشرواك اللي يكتب بضو السراب، حنا اللي نارد العد ونشرب قبل لا يحوس الطين صافيها)، (وش هالنصيحة، تموتني حرمة، يا عنك ما هو ببدوي بارد الحيل اللي تجي حرمة وتلوي ذراعه)، (أنا العاصفة ما تزحزحني من خلقتي لين أموت، و لأني بحاجة وردتك)، (لأني مثلك ولا قالها الله، صحيح لي الطرق الصاعدة، لكن الطرق النازلة خلها لك)، (الله يبعدنا عن الشذوذ، وش هالطاري)، (الثور والله وجهك)، (الضعيف و الله وجهك، لا واحلالاة أني عندك يوم تقولها على شان اوريك من الضعيف)، (أنت والله اللي لاشيء، ما هو أنا)، (ما علينا أن سهل الله شي عسير المنال، ولا كثر الله كثر الأمثلة والحكم)، (أنا ما أصير خلف شي، أنا من خلقتي و أنا قدام)، (لا سلام ولا كلام)!! ما سبق من كلمات وعبارات تم تقويسها هي بالضبط ما يمكن لك تخيل سماعه من شعراء القصيدة الشعبية اليوم، فيما لو اجتمعوا في (مجلس ما فيه نفس ثقيلة)، و استمعوا (لصعوبة القراءة) إلى قصيدة محمود درويش: (إلى شاعر شاب)، وهي واحدة من آخر قصائدة التي تم جمعها وطبعها في مجموعة شعرية أخيرة له تحت اسم (لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي)، وفيها يقدم درويش ما يشبه الوصايا الشعرية الأخيرة للشعراء الشباب، وإليكم القصيدة: لا تصدق خلاصاتنا، وانسها وابتدئ من كلامك أنت. كأنك أول من يكتب الشعر، أو آخر الشعراء! إن قرأت لنا، فلكي لا تكون امتدادا لأهوائنا بل لتصحيح أخطائنا في كتاب الشقاء لا تسل أحدا: من أنا؟ أنت تعرف أمك ... أما أبوك ... فأنت! الحقيقة بيضاء فاكتب عليها بحبر الغراب. والحقيقة سوداء، فاكتب عليها بضوء السراب! إن أردت مبارزة النسر حلق معه إن عشقت فتاة، فكن أنت لا هي، من يشتهي مصرعه الحياة أقل حياة، لكننا لا نفكر بالأمر، حرصا على صحة العاطفة إن أطلت التأمل في وردة، لن تزحزحك العاصفة! أنت مثلي، ولكن هاويتي واضحة ولك الطرق اللانهائية السر، نازلة صاعدة! قد تسمي نضوب الفتوة نضج المهارة أو حكمة إنها حكمة، دون ريب، ولكنها حكمة اللاغنائية الباردة ألف عصفورة في يد لا تعادل عصفورة واحدة ترتدي الشجرة القصيدة في الزمن الصعب زهر جميل على مقبرة! المثال عسير المنال، فكن أنت أنت وغيرك خلف حدود الصدى للحماسة وقت انتهاء بعيد المدى فتحمس تحمس لقلبك واتبعه قبل بلوغ الهدى لا تقل للحبيبة: أنت أنا وأنا أنت، قل عكس ذلك: ضيفان نحن على غيمة شاردة / زائدة شذ، شذ بكل قواك عن القاعدة لا تضع نجمتين على لفظة واحدة وضع الهامشي إلى جانب الجوهري لتكتمل النشوة الصاعدة لا تصدق صواب تعاليمنا لا تصدق سوى أثر القافلة الخلاصة مثل الرصاصة في قلب شاعرها حكمة قاتلة كن قويا، كثور إذا ما غضبت ضعيفا كنوار لوز، إذا ما عشقت، ولا شيء لا شيء حين تسامر نفسك في غرفة مغلقة الطريق طويل كليل امرئ القيس: سهل ومرتفعات، ونهر ومنخفضات على قدر حلمك تمشي وتتبعك الزنبقة أو المشنقة! لا أخاف عليك من الواجبات أخاف عليك من الراقصات على قبر أولادهن أخاف عليك من الكاميرات الخفيات في سرر المطربات لن تخيب ظني، إذا ما ابتعدت عن الآخرين، وعني فما ليس يشبهني أجمل الوصي الوحيد عليك من الآن، مستقبل مهمل لا تفكر، وأنت تذوب أسى كدموع الشموع، بمن سيراك ويمشي على ضوء حدسك، فكر بنفسك: هل هذه كلها القصيدة ناقصة ... والفراشات تكملها لا نصيحة في الحب. لكنها التجربة لا نصيحة في الشعر. لكنها الموهبة وأخيرا: عليك السلام