يفاخر بعض الكتاب المزمنين بأنه أمضى في ساحة الكتابة الصحافية عشرات أو خمسات السنوات يكتب ويكتب دون أن يتعرض أي مقال من مقالاته للشطب أو الإلغاء أو يتعرض هو نفسه لعقوبة إعلامية من توقيف عن الكتابة أو غرامية مالية على إثر نشر مقال له، وهو يقول ذلك مفاخرا غامزا من قناة الذين طالما عرضوا أنفسهم وأقلامهم للتوقيف ومقالاتهم للشطب والإلغاء، مفسرا ماحصل بأنه دليل على أنه إنسان حكيم حصيف يعرف كيف يتعامل مع الكلمة باعتدال واتزان إلى غير ذلك من الصفات الخلقية الرصينة التي يصفها على نفسه بشكل مباشر صريح أو غير مباشر، ولكنها تفهم من خلال وصفه لتجربته الطويلة في عالم الكتابة الصحافية. وقد راقبت هذه النوعية من الكتاب «دون أن أموت هما» فوجدت أن معظمهم أموات غير أحياء وأن كتاباتهم المستمرة لسنوات طويلة لم تصنع لهم اسما في عالم الصحافة، ولم تكون لهم قاعدة عريضة أو حتى «نحيفة»!! بين القراء لأن القارئ الحي لا يتعامل مع الكاتب الميت إطلاقا، ولكن كل ما ذكر لا يعني عدم وجود كتاب أحياء لديهم القدرة على الكتابة الجيدة القوية، متجاوزين بحروفهم حقول ألغام مجيزي المقالات داخل الصحيفة التي يكتبون لها وحقول ألغام الجهات الأخرى بفن وحكمة، ولكن يظل عددهم محدودا لايقارن بمن يفاخرون بقدراتهم على الاستمرار في الكتابة دون تعرضهم لمساءلة أو توقيف وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، لأن معظم هؤلاء المتفاخرين في آخر سلم الكتابة الصحافية.. وقد يكتب ثلاثين وأربعين عاما، ثم تجده بعد ذلك في باب القراء لأنه يتأخر ولا يتقدم أو أنه يدور حول نفسه مثل جمل المعصرة وهو يظن أنه قطع في دروب الكتابة الصحافية مئات الأميال!، أما واقع الأمر بالنسبة لكل من يعمل في الصحافة والإعلام في عالمنا الثالث سواء كان كاتبا أو صحافيا ميدانيا أو مجيزا للمواد المعدة للنشر، فإن طبيعة أعمالهم وعلاقاتهم بجهات الاختصاص وبالمجتمع تجعل نشاطهم مختلفا حوله، وإذا لم يكن لرسالة الإعلام تأثير إيجابي في المجتمع فلا خير فيها، أما من يفاخر بأنه بليد وقلمه بليد فإننا نقول له: يحق لك أن تفخر!؟. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة