بات لنظرية المؤامرة حضور في الذهنية العربية يكاد يجعلها جزءا لا يتجزأ من خصوصية وثقافة الإنسان العربي المعاصر، حتى في التعاطي مع وباء عالمي كوباء أنفلونزا الخنازير، جعلوا للمؤامرة حضورا! لا أحد ينكر أن التآمر جزء من الصفات البشرية عند الكثير من البشر، لكن أن تصبح المؤامرة الهاجس الساكن في عقول البعض فهذا ليس أكثر من وسيلة للهرب من مواجهة التحديات والتنصل من المسؤوليات، و تاريخنا العربي سلسلة من الإخفاقات التي علقت مسؤوليتها على مشجب التآمر الخارجي في الوقت الذي كانت تنتظر فيه المكاشفة مع الذات و ممارسة النقد الذاتي، ولذلك ظل العالم العربي أسير مشكلاته نفسها عقودا طويلة من الزمن في الوقت الذي كانت فيه أمم أخرى تستخلص الدروس من تجاربها والعبر من إخفاقاتها لتتمكن من النهوض والمضي قدما! و إذا كان البعض ينظر اليوم وبعد أن ثبت أن الوباء فعلي وخطر انتشاره حقيقي و تهديده للحياة واقعي و ليس أحد مخرجات نظرية المؤامرة بعين التطلع إلى شركات الأدوية العالمية لإنتاج لقاح مضاد لوباء أنفلونزا الخنازير بعد أن كان يرمقها بالأمس بعين الريبة، فإننا في عالمنا العربي نتطلع إلى اليوم الذي يتوصل فيه أحد إلى إنتاج لقاح مضاد لوباء نظرية المؤامرة، لعله يعيد للعقل العربي حافز العمل والنهوض بنفسه بعد أن ظلت لعقود المشجب الذي يعلق عليه ثوبه قبل الدخول في قيلولته الطويلة! لقد قضت الأمة العربية عقودا من الزمن تعلق انتكاساتها على التآمر من الخارج في الوقت الذي كان التآمر ينهشها من الداخل!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة