علاقة الحب بيننا بدأت بحلم، فلقد باتت علاقات الصداقة بين شبابنا وفتياتنا تلاحقنا حتى في أحلامنا! وغدت مناماتنا مرتعا خصبا، وهمزة وصل لتكوين تلك العلاقات، هكذا إذن تغلغلت فكرة علاقة الفتيات بالشباب، ومنهن من برر ذلك بالبحث عن الحب الغائب، وأخريات بررنه بكون الشباب هم السبب وراء تجرئهن، وعلى العكس منهن فقد اتهم الشباب في موضوع نشر في عدد «عكاظ» 15650، اتهموا الفتيات بأنهن السبب الرئيس وراء تكوين تلك العلاقات. الفتيات والشباب يقرون بأن تكوين علاقات الحب بالطريقة غير الشرعية مليء بالهموم والإشكالات ولا ينتهي إلى زواج، كما أنهم لن يسمحوا لأبنائهم بالدخول إلى ذلك العالم. علاقتي والحلم ع. ه (22عاما) تقول: قد تستغربون بداية علاقتي، إلا أنني جادة فيما أقول، علاقتي بدأت بحلم! فقد رأيته في منامي يحادثني أمام والدتي، ويطلب مني اللعب معه كما كنا نفعل صغارا، ثم أتى من يدعوني لرؤيته، حينها أمسك ذلك الشاب بيدي وقال لي: «إذا تقدمت لك وافقي» استيقظت حينها مندهشة مما رأيت، فهذا الشاب وإن كنت أعرفه إلا أن أخباره انقطعت ولم أوله اهتمامي، أحسست برغبة شديدة بمحادثته، وشوق مفاجئ نحوه، فقررت المغامرة والوصول إليه بأي وسيلة كانت، وقد نجحت في الحصول على بريده الإلكتروني بعد عدة محاولات، حاولت خلالها إيصال مشاعري له بطريق غير مباشرة إلى أن صارحته بكل ما يجول بداخلي، وما حصل معي، وتستطرد: وبالرغم من اندهاشه إلا أنه استمر في علاقته معي إلى أن تعلق قلبه بي فقرر حينها الانفصال المؤقت إلى أن تتحسن أوضاعه ليتقدم لخطبتي. وعن سبب بدئها بهذه العلاقة أجابت: لأدافع عن حبي وأحاسيسي فربما يجمعنا النصيب. وعند سؤالنا لها عن محادثته لأخريات أجابت: اكتشفت هذا الأمر أخيرا، إلا أنني تجاهلته، ليقيني بحبه لي، وتمسكه الشديد بي.. وعن الراحة النفسية تقول: كنت أشعر أحيانا بأنني أسعد إنسانة معه ولا يهمني سواه، وتضيق بي الدنيا إذا انشغل مع أهله أو أصدقائه عني. وحول أسباب انتشار تلك الظاهرة ترى (ع.ه) نتيجة معايشتها لتلك الحالات- أن قلة الإيمان وضعف رقابة الأهل سبب رئيس، إضافة إلى إحساسها بالنقص أو كون الأبوين مطلقين؛ فتفكك الأسرة له دور كبير جدا، خاصة إن كان الأطفال يعيشون عند أحد الأقارب ولديه أولاد كبار. وعند سؤالنا عن رضاها لهذا الوضع لأطفالها مستقبلا، بادرت: لا يمكن أن أسمح لأطفالي بذلك؛ حتى لا يتعذبوا ويتعلقوا بحب قد يكون زائفا، وتتابع: أنا إنسانة «محافظة» ولا أرضى ذلك وعلاقتي أمر خارج عن إرادتي وسيطرتي. وتوافقها الرأي (ص، م) 21 عاما، في كون علاقتها بدأت بحلم فتقول: لم أكن أعلم عنه شيئا، إلا أنني رأيت في منامي ذلك الشاب وقد أضاع نقوده ورأيت مكان النقود، فاستيقظت متعجبة مما رأيت !!، أسرعت حينها بحثا عن هاتفه وتوصلت إليه وسألته عن نقوده وأخبرته بمكان وجودها بعد أن عرفته بنفسي، فذهب ووجدها.. حينها اندهش مما حدث، واستمرت علاقته بي إلى أن بترت. بدون أخطاء أماني 24 عاما تقول: من الفطرة ميل كل من الجنسين للآخر، ولكن بحدود، والفتاة التي تبحث عن الزواج من خلال هذه العلاقات تستطيع المضي والنجاح فيها بدون ارتكاب أي خطأ، وذلك من خلال بث المشاعر، ولفت الانتباه عن بعد وتعلن عن رأيها بقولها: «من يريد الحب الصادق يستطيع الحصول عليه بالطريق الصحيح». وتضيف أماني: لم تقتصر تلك العلاقات على شبابنا وفتياتنا، بل تعدتها للناضجين من حولنا بحثا عن الحب والاحتواء، وتردف: لقد تجرأت الفتاة في الحقبة الأخيرة، وأصبحت هي من تبادر بالعلاقة بحثا عن الراحة النفسية وإن كانت زائفة، وعند سؤالنا لها عن كون الفتاة اكتشفت خيانة «صديقها» لها أجابت: بعضهن لا يهمها الأمر «زي ما هو بيكلم ويخون أنا كمان بكلم عشرة غيره»، وبعضهن تكشر عن أنيابها وتنزل جام غضبها عليه، وربما تتركه انتقاما منه، وتواصل: أفكر دائما فيما لو أصبحت «أما» كيف سيكون رد فعلي تجاه أولادي، خاصة مع الانفتاح الهائل الذي نشهده، وأقرر حينها أن أصاحبهم وأمارس الحوار الهادئ المقنع؛ ليكون قرارهم نابعا من قناعاتهم وتصوراتهم. الفراغ قاتل أما أبرار 21 عاما تقول: إن فراغ الشباب المادي والعاطفي، وكبت الأهل للفتاة أدى إلى جعل العلاقة طبيعية، ولم تتجرأ الفتاة وتبادر بالبحث عن علاقة إلا عندما سمح لها الشاب بذلك، وأبدى تأييده لها، وعن إمكانية تحول العلاقة إلى زواج أجابت: الفتيات اليوم يعلمن يقينا أن هذه العلاقة لن تنتهي بزواج. وحول سبب بحث الفتاة عن مثل هذه العلاقات قالت: «الحب» هو المطلب الأساس الذي تبحث عنه المرأة، إضافة إلى ميل الفتاة فطريا للجنس الآخر، وللأفلام والأغاني والصديقات، وهو حافز كبير يدفعها لمحاكاتهم.. وتردف: كثير ممن وقعن في مثل هذه العلاقات أحببن بصدق؛ إلا أنها بمجرد اكتشاف خيانة صديقها لها تسعى غالبا للانتقام منه بمحادثة أصدقائه، وتكوين أكثر من علاقة معهم، وعن الراحة النفسية، تقول: الراحة التي تحصل عليها الفتاة وقتية، ويعكر صفوها خوف الفتاة من انكشاف أمرها، ونظرة المجتمع لها. وتضيف: أما بناتي فلن أسمح لهن إطلاقا بمثل ذلك؛ حتى لا تتعلق أرواحهن بسراب، ونصيحتي لكل فتاة «لا تحبي إلا اللي راح تتزوجيه». الضمير الحكم هند ذات ال21 عاما ترى في تلك العلاقات الهم والتعب والمشاكل، حيث تقول: لا أحبذها رغم انتشارها فهي مجلبة للتعب النفسي، وانشغال الفتاة أغلب وقتها في التفكير في تلك العلاقة، وقد تسبب لها بعض المشاكل النفسية والجسدية، وتضيف: هناك عدة أسباب تدفع الفتاة للبحث عن تلك العلاقة، منها: الفراغ القاتل وحب المغامرة والتجربة الجديدة - فكل ممنوع مرغوب - وقد يكون محاولة منها لإثبات ذاتها نتيجة إهمال الأهل، وتستطرد: أعرف الكثير من تلك العلاقات تحولت إلى مشروع زواج، إلا أنني لا أحكم بنجاحها إلا بعد مرور أعوام على استمرارها. وتشير هند إلى أن ظاهر العلاقة بين الفتيات والشباب، دفعت برجل فاضل «تصفه بالثقة» إلى فتح مكتب في مدينة جدة يقوم بالتوفيق بين المتحابين وأصحاب العلاقات، إذا ما رأى مناسبتهم لبعضهم ومدى جديتهم. وعن الراحة النفسية، أجابت: ضمير الفتاة يحكمها، فلو كانت إنسانة محافظة وصاحبة نظرة ثاقبة، فستعذبها فكرة العلاقة تلك، وتنغص عليها حياتها، على العكس من الأخرى صاحبة الفكر المنفتح، ولن نضمن سلامة شبابنا من هذه العلاقات حتى بعد الزواج.