كثير من العائلات والأفراد يستعدون مع بداية الإجازة للسفر خارج مدينتهم ترويحا عن النفس وخروجا من الروتين الذي يمارس طوال العام، بيد أن شريحة من المجتمع قدر لها أن تغيبهم السجون. ملحق (الدين والحياة) قرر أن يدخل إلى عالم إجازتهم ويتعرف على نمط صيفهم، هل هو كالروتين المعتاد أم أن هناك جهودا خفية لا يعرفها كثير من الناس لمحاولة جعل أماكنهم تلك مليئة بالمتعة وبعيدة عن الملل. فسجون مكةالمكرمة قسم شعبة الإصلاح، أقامت فعاليات عديدة لتأهيل الشباب خصوصا ليكونوا فاعلين في المجتمع، وهي تستهدف عددا كبيرة من النزلاء وتحوي على مجموعة من الأنشطة الرياضية والفنية وحتى الدينية، عن طريق محاضرات لنخبة من المشايخ والعلماء وأيضا مهنية، مع رعاية خاصة للموهوبين من خلال إبراز أعمالهم للمجتمع، حيث أوضح العميد أمين كردي مدير سجون مكة بالنيابة أن دور السجون الحقيقي هو إنشاء برامج فاعلة دينيا وثقافيا لاستصلاح الشباب ليكونوا فاعلين في مجتمعهم مستقبلا. تعاون مشترك اللواء علي الحارثي مدير عام السجون في المملكة العربية السعودية، أكد أن المجتمع السعودي يرعى النزلاء ببرامج تفيدهم في دينهم ودنياهم، مقدرا جهود التربية والتعليم في بث برامجها النافعة من خلال خبرتها التربوية، بحيث يعيش النزلاء أجواء مليئة بالمتعة والفائدة، وأن التعاون المشترك من كل مؤسسات الدولة لتأهيل الشباب النزلاء أمر ملح ومطلوب فهو يسعى لإدخال البهجة والسرور للنزلاء عن طريق البرامج الترفهية الصيفية وغيرها من البرامج الماتعة. مركز صيفي من جهتها تبنت إدارة التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة المركز الصيفي لعامه الثامن في سجون مكةالمكرمة، وجندت طاقاتها التعليمة لخدمة النزلاء في سجون مكة ووضع خطة مدروسة لاحتواء الشباب وتوزيعهم على شرائح مختلفة، وكان شعار هذا الصيف «أمننا ياشباب همنا». ووضعت مسابقات ثقافية وعروضا منوعة ودوريا لكرة القدم، وحوت دورات في تنمية الذات مع محاضرات إيمانية ككيف نكون مع الله، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، والإعجاز العلمي في المايكروبات، بالإضافة إلى ورش عمل لمكافحة الإرهاب والسلوكيات الخاطئة. حفل ختامي وجاء الحفل الختامي بمثابة تلخيص للبرامج التي أقيمت في المركز الصيفي وحوى على فقرات تمثيلية ومشاهد تربوية مختلفة. وقد أكد بكر بصفر مدير التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة أن الشراكة بين مؤسسات الدولة والتنسيق قائم على أفضل طريقة، فكلنا جنود لخدمة هذا الوطن. وأضاف، «لقد أقيم في هذه السنة 20 مركزا صيفيا وقد زرت 11 مركزا منها، ولم يبهجني مثل هذا النادي، ولقد رأيت مشاهد تمثيلية عديدة، فلم يؤثر فيّ مثل مشهد الأب وابنه الذي جسد صورة حقيقة للواقع، فأنتم أبطال فقد كنتم مبدعين في كل ما قدمتموه من أهازيج وفي المسابقات الرياضية واليوم أبرزتم مواهبكم عن طريق المسرح. فرسالتكم وصلت وقد برهنتم للمجتمع أنكم قادرون على تحمل المسؤولية فأنتم قدمتم أداء عاليا، والمستقبل المشرق أمامكم بإذن الله، فهناك ثقة منكم أن الله لن ينساكم وهناك ثقة واضحة بمواهبكم وقدراتكم. الاستفادة من البرامج بينما اعتبر مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء يوسف مطر الجهود التي بذلت في تلك المركز ليست يسيرة، وقال مطر «أفرحني كثيرا هذا التنظيم الرائع للمركز والتعاون المتكامل من إدارة السجون وإدارة التعليم والندوة العالمية، وأن الرسالة التي أقيم من أجلها المركز كانت واضحة لنا وللمجتمع وللنزلاء أنفسهم» متفائلا «أن يكون النزلاء قد استفادوا من البرامج والأنشطة حتى يكونوا أسوياء وصالحين للمجتمع بعد أن تنتهي إقامتهم في هذا المكان»، متمنيا أن تستمر مثل تلك البرامج الصيفية على مدار العام كي يستفيد النزلاء أكبر وقت ممكن. قصة نجاح هاني دومان المشرف على اللجان في البرنامج الصيفي في إصلاحية مكةالمكرمة، أوضح أن من يقوم بمثل هذه البرامج هم نخبة من معلمي تعليم منطقة مكة في كل الجوانب الفنية والرياضية والإعلامية والمهنية، وأن هدفهم هو النهوض بالمشاركين ليكونوا صالحين، ويضيف: الحق يقال إننا لمسنا من النزلاء الجد والمثابرة في التغيير من حالهم الذي هم عليه إلى حال أفضل.